دلالات بعض أسماء الاماكن بالمغرب



دلالات بعض أسماء الاماكن بالمغرب

•أزمور: هو شجر الزيتون البري الذي لا ينتج الزيت، جمعه أزمران.

•أزغار: من أسماء الأماكن، يعني لغويا السهل المحاذي لسفح السلسلة الجبلية أو الهضبة المستطيلة.

•أزيلا: بزاي مفخمة، مدينة مغربية. "أزيلا" الزاي المفخمة فيها تدل على أن المادة اللغوية أمازيغية، وكذلك الصيغة الصرفية. عرفت في القديم باسم: زيليس، زيلي، زيلوص، زيليا، زيليل. تكتب اليوم وتنطق» أصيلة «بحكم ما تدعو إليه إديولوجية التعريب الشامل.
أصيلا: أصلها من لفظ "إزيل" أي الجميلة، وكتب "أصيلا" بالصاد لأن الخطاطين المغاربة من عادتهم كتابة الزاي الأمازيغي بالصاد.

•أمغار: من أسماء الأعلام، أسماء الأسرة، و» المغاري «نسبة إليه. أمغار= الشيخ، في كل معانيه.

•أسفي: مدينة واسم عاصمة إقليم آسفي، وتعني بالأمازيغية المصب، فهي مكونة من شقين (سابق Prefixe) «أسا" وفعل "في" أي صب.

•تادلا: اسم ناحية في المغرب (تادلا جمعة تادلوين)، لغويا: العامة، أي القبضة من السنابل عند الحصاد.

•تامسنا: نبات على حسب ما أورده محمد شفيق. وهو اسم أطلق على عدة أماكن ومناطق في المغرب والصحراء الكبرى. ويعني مصطلح تامسنا أيضا المنبسط.

•تازا: علم، اسم مدينة. تازا، هي جنبة السّمّاق (Lesumac). بالعربية تسمى التمتم والعبرب أيضا. وبالأمازيغية: » تازغت « و» تيزغا «.

•تطاوين: لفظ تطاوين، "وجدنا أهلها وجميع نواحيها ينطقون به بتشديد الطاء، فلا موجب لتحويلها إلى صبغة أخرى. ثم إذا نظرنا إلى أصلها، وجدناها لفظة بربرية، والبلاد أصلها للبربر. فوجدناها موافقة لما يقولون. وما ذاك إلا لكونهم يتلقونها عن الآباء والأجداد. وهي في تلك جمع تيط، بمعنى العين الجارية أو الباصرة".
 وتيطاون، إسم مدينة مغربية، حرفه الإسبان فصار » تطوان « . تيطاون، تيطاوين، تاطاوين، لغويا: العيون، عيون الماء. والمفرد » تيط« . وتنطق » تيطاون « تطاون في الزناتية.

•تارودانت: اسم مدينة مغربية. تارودانت، جذر هذا الاسم، فيما أرجح، هو "ئرودن"، بمعنى ثار وأحدث الفتنة والاضطراب (...) وله معنى» الطلقات النارية « في رأي بعض المخبرين.

•تافيلالت: علم، اسم إقليم من أقاليم المغرب. تافيلالت، الجرة، و » أفيلال « هو الزير الذي يسع عدة جرات.

•تاهدارت: (وادي) صيغة الكامة هنا أمازيغية رغم صعوبة إدراك معناها، لكن فعل "هدر" بتشديد الدال وتسكينه، يعني، وهب وأهدى ومنح بدون مقابل.

•تامدارت: اسم بلدة. تامدرت، لغويا: العتبة.

•تغات: تغات، اسم جبل يشرف على مدينة فاس من الجهة الغربيه الشمالية. تاغاط، تغاط (بالنطق الزناتي)، لغويا: الماعزة.

•توات: بلدة في الصحراء، مجموع واحات. صيغة هذا الاسم صيغة زناتية. الصيغة الصنهاجية والمصمودية هي تاوات.

•سايس: اسم سهل في المغرب. أسايس=الميدان.19 وأسايس أيضا هي الأرض المنبسطة أو البسط، وتعني في معنى آخر المرقص، وتوجد في المغرب عدة مناطق تحمل هذا الاسم أشهرها منطقة سايس في أحواز فاس.

•سبو: اسم نهر مغربي. أسوبو، اسم نبات كان –ولا يزال– ينبت على جوانب نهر سبو. أسوبو /ج/ ئسيبان، L’aristide، وهو نوع من الزؤان.

•سلا: أصل المصطلح إسلي، أي الحجر الثابت.

•مراكش: اسم مدينة. أمور وكوش، لغويا: حرم الإله، حمى الإله. » أكوش« كان هو الإله العظيم لوثنيي الأمازيغ قبل إسلامهم.

•مليلية: مليلة تعني البيضاء (تمليلت).24 أملال لغويا: الأبيض. ومن المادة نفسها: » تامليلت« ، الاسم الأمازيغي لمدينة مليلية المستعمرة.

•مكناس: أمكناس، لغويا: عراك الخصوم من الناس. والجمع ئمكناسن.
 وهو اسم مدينة مغربية.

•زالغ: زالاغ، نوع من التبن، أسود. أزالاغ، ح: التيس.

•فاس: اسم مدينة، فاس، صيغة زناتبة ل » افاس «، بمعنى الردم. والمشهور أن فاس بنيت أول ما بنيت في مكان كانت فيه أنقاض. ويذكر رشيد الحسني أن الباحثين اختلفوا في أصل اسم "فاس".

•وجدة: وجدا، اسم مدينة مغربية. تيوجدا، تيكجدا، لغويا=السواري.

•درن: جبل الدرن، اسم الأطلس الكبير عند المؤرخين. أدرار يدرارن. براءات مرققة (ح: جبل الجبال).

•طنجة: سماها الفينيقيون "طنجيس"، أما اسمها الأصلي فهو تينجي من مادة أمازيغية تعني ذات السيول. وهناك من يعتبر طنجيس، معناها الأصلي. طين، تلك، جيس العالية، أي تلك العالية. أما محمد شفيق فيرجع التسمية إلى تينيكي، لغويا: ذات المطل.

المصدر: 

أسماء أمازيغية للاناث



أسماء أمازيغية للاناث
ⵜⴰⵢⵔⵉ = تايري = محبة
ⵜⵓⵎⵔⵜ = تومرت = الفرحة السعادة
ⵜⵖⵙⵙⴰⵜ = تغسات = المحبوبة
ⵛⵔⵡⵙ = شروس = حضارة سابقة في جبل نفوسا
ⵎⴰⵊⵔⵉⵙ = ماجريس = اسم قبيلة امازيغية
ⵙⴰⵍⵉⵙ = ساليس = عليا، متعالية
ⵏⵓⵎⵉⴷⵢⴰ = نوميديا = مملكة امازيغية قديمة وبها حضارة عظيمة
ⵎⴰⵜⵢⴰ = ماتيا = اسم ام الملكة تيهيا
ⵏⵓⵎⵏⵙⴰ = نومنسا = نوع من الورد
ⵜⵓⵎⵎⵓⵎ/ ⵜⵉⵎⵎⵓⵎ = توموم / تيموم= حلوة
ⵍⵉⴱⵢⴰ = ليبيا = اسم بلد نسبة لقبائل الليبو الامازيغية
ⵙⵉⵍⵉⵏ = سيلين = قبيلة امازيغية في ليبيا
ⵜⴰⵏⵙ / ⵜⵓⵏⵙ / ⵜⵉⵏⵙ = تانس / تونس/ تينس = مفتاح
ⵎⴰⵢⴰ = مايا = اسم قبيلة امازيغية توجد في ليبيا وتونس والجزائر
ⵎⵉⵔⴰ = ميرا = يقابل اسم ماريا في القبطية ومريم في العربية
ⵜⴰⵛⴼⵉⵏ = تاشفين = اسم قديم ( يطلقة الامازيغ للذكور والاناث )
ⵜⵉⵔⵏⴰ = تيرنا = الشجاعة، القوية
ⵜⴰⵎⵖⴰⵔⵜ = تامغارت = الموقرة، الزعيمة
ⵜⴰⵎⴷⴷⵓⵔⵜ = تامدّورت = الحياة
ⵜⴰⵍⴰ = تالا = غدير
ⵜⴰⵍⴰⵢⵜⵎⴰⵙ = تالايتماس = اسم شائع
ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ = تامازيغت = النبيلة
ⵣⵓⵔⵖ = زورغ =اسم عالمة دين وهو اسم شائع في نفوسا
ⵜⴰⵖⵍⵉⵙ= تاغليس = مؤمنة
ⵜⵉⵍⵍⵉ= تيللي = حرية
ⵜⵉⵡⴰ= تيوا = دعوة
ⵜⵉⵡⴰⵜⵔⵉⵡⵉⵏ= تيواتريوين = دعوات
ⵎⴰⵙⵉⵍⵢⴰ= ماسيليا = مملكة تتبع حضارة نوميديا
ⵎⴰⵙⵉⵙⵉⵍⵢⴰ= ماسيسيليا = مملكة اخرى تتبع حضارة نوميديا
ⵜⴰⵎⴰⵔⵉⵙ = تاماريس = التي تتقن العمل
ⵜⴰⵣⵉⵔⵉ = تازيري = البدر المكتمل
ⵜⵉⵏⵉⵔⵜ= تينيرت = الشمعة
ⵜⵉⵜⵔⵉⵜ= تيتريت = نجمة
ⵜⴰⴷⵔⴼⵜ = تادرفت =الحرة
ⵜⴰⵙⵉⵔⵎⵜ = تاسيرمت = الحلم، الحالمة
ⵜⵉⵣⵔⵣⵔⵜ= تيزرزرت = الغزالة
ⴷⴰⵙⵉⵏ = داسين = شاعرة امازيغية
ⵜⴰⵏⵉⵔⵜ = تانيرت = ملاك
ⵜⵓⵣⵔ = توزر =اسم منطقة في تونس
ⵎⴰⵊⵔⵉⵙ =ماجريس= أم قبيلة في جنزور
ⵎⴰⵔⵏ = مارن = عالمة دين نفوسية شهيرة
ⵎⴰⵔⵉⵏ = مارين = اسم امازيغي شائع
ⵜⴰⵣⴰ = تازا = اسم امازيغي
ⵜⵓⵣⵉⵏ = توزين = اسم امازيغي
ⵜⴰⴼⴰⵜ = تافات = نور
ⵜⵉⴼⴰⵡⵜ = تيفاوت = منيرة
ⵜⵉⴼⴰⵏ = تيفان =الخير، اسم جدة الملكة تيهيا
ⵜⴰⵙⴰ = تاسا = أم قبيلة في جنزور
ⵜⴰⵙⵓⵍⵜ= تاسولت= خلود
ⵡⵉⵏⴰⵔⵓⵣ = ويناروز = حامل الامل
ⵍⵓⵢⵣⴰ = لويزا = قطعة ذهب
ⵜⵓⵙⵎⴰⵏ= توسمان
ⵜⴰⵏⴰⵔⴰ= تانارا= هدى، هداية
ⵜⵍⴰⵢⵏⵓⵔ = تلاينور
ⵜⴰⵙⵉⵍⵉ = تاسيلي = أسم منطقة جنوب ليبيا والجزائر
ⵜⴰⵍⵉⵙ = تاليس = نوع من التمور العسلية
ⵜⵉⴼⴰⵡⵢⵏ = تيفاوين = الانوار
ⵜⵓⵏⴰⵔⵓⵣ = توناروز = الامل
الجمعة، 26 يونيو 2020

الحلي الأمازيغي النسائي


الحلي الأمازيغي النسائي
تميز القبائل الأمازيغية بالمغرب عامة و سوس خاصة بإرتداء نسائها و فتياتها لباسا خاصا بكل قبيلة و قرية ، بشكل يجعل أهل المنطقة يتعرفون على قبيلة المرأة من لباسها سواء تعلق الأمر باللباس اليومي أو اللباس الخاص بالمناسبات.


عندما نتحدث عن ارتداء الأنثى اللباس الأمازيغي فنحن نتحدث عن الجمال بحد ذاته يندرج هذا الزي الأمازيغي ضمن أجمل العادات والتقاليد المرتبطة بالأمازيغ ولا يمكن الإستغناء عنها.




يتميز الزي الأمازيغي السوسي عند النساء بالحلي الفضي المرافقة له من عقود و أقراط ولا تكتمل الإطلالة الأنيقة إلا بها. من بين هذا الحلي ماهو رمزيته مرتبطة بالقضية الوطنية ، و حلي ما هو فقط إلا امتداد للهوية الأمازيغة:

- تاونزا Tawnza : هي الناصية (شعر مقدمة الرأس) تضعها المرأة الأمازيغية فوق رأسها في مقدمته و هي بديل لناصية الشعر التقليدية.



-إسني، تسكوين - isni ,taskiwin : تضعها المرأة أيضا فوق الرأس بجانب تاونزا وتعني القرون يوضع كتاج فوق الرأس و هذا الحلي لعب دورا هاما إبان الإستعمار الفرنسي بالبلاد، إذ كانت النساء في الجنوب يرتدين هذا الحلي كزينة في حين أنهن ينقلن البارود و الرصاص إلى أفراد المقاومة بالجهة حيث تعبأ هذا الحلي بالبارود و تنتقل به من جهة إلى أخرى فكان بمثابة وسيلة لتهريب السلاح للمساهمة في القضاء على الإستعمار الفرنسي.



-تزرزيت ، الخلالة - tazrzit ; رمز من رموز الهوية الأمازيغية و الثقافة السوسية ، بها إشتهرت مدينة تيزنيت ، تضعها المرأة الأمازيغية فوق الصدر أو تربط بها غطاء الرأس {تدالت} وهي ليست فقط للتزيين بل حتى للدفاع عن النفس لهذا نجد أشكال ذات القرون الحادة ، دليل أيضا على الحرمة و كان بعض القدامى يضعونها على أبواب منازلهم دليلا على ذلك.





- تازرا ، tazra : هي نوع من أنواع الحلي الفضي تجمع بين أحلاب و تيفيليت ، يتم نسجها من مواد عديدة أبرزها الفضة و اللوبان و الروبوع ، هذه القلادة لها اشكال عديدة تضعها المرأة الأمازيغية فوق صدرها.






- النبالة ، ئيبزكَان nbala - ibzgan : أو الأساور هي حلي تضعها المرأة في اليد رفقة الخواتم في الأصابع ، و الفرق بينهما أن النبالة لها قفل ييسر إرتداءها في حين أن أبزكَ عبارة عن دملج.







- تاكست ، tagsst : أو السمطة وهي لتزيين الخصر.

الخميس، 25 يونيو 2020

أصل كلمة مسمرير:


أصل كلمة مسمرير:

إن الصعوبة التي يواجهها الباحثين في مجال الطوپونوميا هي تعدد و تضارب الروايات الشفوية المنسوجة داخل الحس المشترك لسكان كل منطقة ، و من البديهي أن يكون لآمسمرير نصيب من هذه الروايات حول أصل كلمة ” مسمرير” ، فمن خلال إستنطاقنا للواقع تمكنا من الحصول على ثلاث روايات شفوية مختلفة وهي كالأتي:
الرواية الأولى : مفادها أن قافلة من الرحل القادمون من بلاد أيت سدرات جنوب المنطقة المسماة “مسمرير” قاصدين موسم سيدي احماد أولمغني ( الذي أصبح يعرف بموسم الخطوبة إبتداءًا من سنة 1965 ، وفي سنة 2000 أصبح يحمل إسمه الحالي موسم إميلشيل ) ولما وصلوا إلى هذه المنطقة (مسمرير) أرادوْا أن يأخذوا قسطاً من الراحة و إعداد الطعام فحا ولوْا إخراج أنية الطبخ الطينية التي تسمى محليا ” تاعنوت- ن- والوط ” من متاعهم فتكسرت و بقي فيها جانب أي ” إر” بالأمازيغية ، لم ينكسر فقال أحدهم للمكلف بإعداد الوجبة ” سْمْرْ ڭِّير ” ونظراً لآستمرار تكرار هذا المصطلح على مر الزمن تطور إلى أن أصبح مسمرير. ¬
– الرواية الثانية : هذه الرواية مختلفة عن الأولى فهي حسب المبحوث ( ل. ق ) تعود إلى عهد التطاحنات القبلية بين أيت عطا وجيرانهم أيت ياف لمان ، ففي كل ليلة يستعد فيها هؤلاء الجيران شن هجوم على قصور أيت عطا إلاّ ويجدونهم فوق أبراج كل قصر يترصّدون أي تحرك خارجي للتصدي له ، و كان أيت ياف لمان الذين يريدون تنفيد الهجوم يرددون فيما بينهم مصطلح ” نْسَا نْ أَََمْرورْ ” أي سهروْا في البرد القارس ، ومنه جاءت كلمة مسمرير.
– الرواية الثالثة : وتقول هذه الرواية التي هي أكثر شيوعا عن أصل تسمية المنطقة أنها لقبت بهذا الإسم ” التجاري بين القبائل asmrara” إنطلاقا من كونها مركز مخصص لعملية التبادل ” أسْمْرارا
المجاورة ( إحنصالن ، أيت مرغاد ، أيت حديدو ، أيت سدرات ، أيت عبدي ) وإلى حدود الآن لازال هو ملتقى هذه القبائل ، وكان هؤلاء يطلقون على هذه المنطقة ” مْ ـ أ ُسْمْرَار”َ أي مكان التبادل بالأمازيغية وهو تطور لفظي لكلمة مسمرير.
من خلال هذه الروايات الشفوية الثلاث يتبين أن هذه الأخيرة هي الأقرب إلى الواقع لكون المنطقة مكان يعقد فيها سوق أسبوعي منذ زمن بعيد كل يوم الجمعة قبل تحويله إلى يوم السبت في عهد الحماية الفرنسية التي دخلت إلى مسمرير في شهر مارس 1933م ، حيت قامت هذه الأخيرة ببناء جزء من سوره الحالي فوجود هذا السوق يؤكد أن مسمرير مكان تبادل السلع ( المقايضة ) بين القبائل السالفة الذكر وملتقاها الأسبوعي .

الخميس، 11 يونيو 2020

هل تعلم ان اسماء الاماكن في الجزيرة العربية ليست عربية بل عجمية ؟



هل تعلم ان اسماء الاماكن في الجزيرة العربية ليست عربية بل عجمية ؟

جاء في كتاب باسم "اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة" للدكتور على مهران هشام ما يلي :

على كل حال فهناك علاقة تربط اللغة المصرية القديمة بالجزيرة العربية ؛ ومعظم مسمياتها من أسماء للأماكن والمدن والجبال بل وبعض أسماء القبائل والنبات والحيوان ، نجد أنها مسميات معجمة لا تبوح اللغة العربية بسرها.
فأسماء المدن والأماكن مثل : تيماء ، فدك ، تبوك ، الحجاز ، خيبر ، حصن نطاه ، حصن الوطيح ، مكة ، والطائف ويثرب . . . إلخ
هي أسماء معجمة لذلك، نوضح بعضا منها فيما يلي :

تيما : وتعني : الأرض الجديدة أرض الحقيقة ، المصريون الذين قدموا من ناحية البحر.

الحجاز :  وتعني النور .

خيبر : وتتكون من مقطعين وتعني (كتيبة أو فصيلة) الألف جواد (سلاح الخيالة).

حصن نطاه :  وتعني نوع من العمالة .

حصن الوطيح ، وطيح :  وتعني : الذين يعملون في صهر الذهب (الصاغة).

الطائف : وتعني الشرقية أو الأرض الشرقية (وهي تقع فعلا في شرق مكة المكرمة تماما) .

وأسماء الجبال : آرة ، ابلى ، برثم ، بس ، ثبير ، تعار ، حراء ، خطمة (هضبة) ، رضوى ، سن ، ضعاضع ، عرفات ، عن ، عير، قرقد ، معدن إبرام ، مغار ، هكران ، يسوم . . . إلخ .
وهذه بعض النماذج لأسماء الجبال : 

برثم :  وتعني : بيت (مكان)النار (في الأولى) ، بيت التفكر(في الثانية).

يس :   وتعني : سر أو المهجر .

تعار : وتعني : أرض الماعز ، أو أرض الحجر النفيس .

حراء : وتعني :أطلال أو خرائب ناتجة بسبب الكواكب والنجوم .

خطمة
 وتعني الكنز .

عن : وتعني :المغطى بالحجر الجيري ، أو ربما الجميل .

عرفات : وتعني : بوابة السماء أو باب السماء أو سلم السماء أو مكان الصعود إلى السماء .

ومن أسماء النبات : العرتن ، العرعر ، العرفط ، العشرق ،والهمقع . . . إلخ .

عرتن : وتعني :نوع من البقوليات ربما العدس .

عشرق : وتعني : مضاد (حيوي) لحالة ما يسمى الشرقة أو الغصة .

همقع : وتعني : مادة للسخونة أو القيء (ويبدو أنها نباتات كان لها استعمالات طبية).

ومن أسماء القبائل والطوائف والجماعات : أوس ، ثقيف ، جسر ، جشم ، خثعم ، خزاعة ، فهر ، قريش ، هوزان . . . إلخ
كل هذه المسميات ليس لها أي معنى في اللغة العربية ، وسنقدم الآن ترجمة لبعض النماذج منها لنثبت أن هذه المسميات لها أصول في اللغة المصرية القديمة :

أوس :  وتعني : الإدارة . 

ثقيف :  وتعني معسكر (عسكري) مقر الكتيبة او الفصيلة. (الكلمة الأولى تعني حرفيا : أخلاق وصفات الموظفين ، وربما أن كلمة "ثقافة" مشتقة من هذه الكلمة بناء على ذلك).

جسر :  وتعني : المقدس ، الحرام ، العظيم ذو الشرف .

أضف إلى ذلك أن جميع أسماء القبائل اليهودية التي تواجدت على عهد الرسول الكريم محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم وكلها أسماء من اللغة المصرية القديمة على عكس ما كان متوقعا أن تكون عبرية مثلا : خزاعة ، قريظة ، النضير ، الأوس ، الخزرج ، قينقاع . . . إلخ وأيضا : أطم أو آطام وصياصي وغيرها .
وترجمة بعضها من اللغة المصرية كما يلي :

النضير - نضير : وتعني : الملك .

قينقاع : وتعني : كتيبة الألف من الحرس الملكي (المدافعين) .

خزاعة : وتعني : كتيبة (هيئة) الألف من الموظفين الملكيين .

أطم أو أطمة : وتعني : مزرعة ، أيضا بمعنى عزبة أو أبعادية .

كما توجد علاقة بين اللغة المصرية وكلمات فى القرآن الكريم نذكر منها :

الطامة 
 : وتعني المختبئة أو المخفية أو المفاجئة الشاملة .

علق : وتعني : العقل والفهم والإدراك .

الصاخة : وتعني :الضربة ، التي تصيب بالصمم ، الإنذار والإيذان بالحلول والتهديد .

الحاقة : وتعني :الساحقة الكبرى .

الحطمة : وتعني :مكان القصاص ، مكان العذاب الأكبر في الآخرة . وله علاقة أيضا
بانصهار المعادن كالنحاس مثلا . والفعل من هذه الكلمة : يكفرعن سيئاته ، يدفع مقابل ما أذنب (وكل هذه المعاني تدور في عالم الآخرة) . والصفة : الملعونون ، أعداء الله .

حور عين : وتعني : الوجوه الجميلة (جمالا حقيقيا) .

سَمْك : (رفع سمكها فسواها) وتعني : الأعمدة والعائم الحاملة والأساطين .
فردوس : وتعني : دار البقاء الأبدية .

برزخ : وتعني : بيت الحماية ، بيت التذكر أو الذكرى

 . . . وغير هذه الكلمات والتعبيرات كثير .


كتبه : الحسين الحو
السبت، 6 يونيو 2020

كوكرا : في الميثولوجيا الأمازيغية





ⴽⵓⴽⵔⴰ : ⴳ ⵜⵓⵙⵙⵏⵎⵉⵢⵜ ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ

كوكرا : في الميثولوجيا الأمازيغية
محمد أوسوس
المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية



الاثنين، 1 يونيو 2020

إمارة آيت يدر بسوس المغرب





إمارة آيت يدر بسوس المغرب
نروم من خلال هذه المقالة المتواضعة تسليط بعض الأضواء على جزء من منطقة سوس إبان ضعف الدولة الموحدية وهجوم القبائل العربية. إذ ذاك أصبحت المنطقة ملجأ للثوار أو لبعض الأمراء الذين حاولوا الانشقاق عن السلطة المركزية، كما هو الشأن بالنسبة لثورة آيت يدر، والذين رفضوا الوضعية السائدة آنذاك، والمتمثلة في عجز الدولة وصمتها أمام تزايد نفوذ القبائل العربية التي عاثت فسادا وخرابا بالمنطقة.

غير أن الكثير من الجوانب التاريخية المتعلقة بهذه الثورة التي أدت إلى تأسيس إمارة مستقلة امتدت من 650ه/1252م إلى 734ه/1334م يكتنفها الغموض بسبب شح المادة المصدرية التي يمكن الاعتماد عليها.

111 ـ الإطار الطبيعي والاقتصادي والبشري لمنطقة سوس: سمحت المؤهلات الكثيرة والغنية التي يتميز بها إقليم سوس بأن يلعب دورا متميزا في تاريخ المغرب، وعن حدود هذا الإقليم يقول الحسن الوزان(1) بأنها تقع »وراء الأطلس إلى جهة الجنوب المقابلة لبلاد حاحا، (…) تبتدئ غربا من المحيط، وتنتهي جنوبا في رمال الصحراء، وشمالا في الأطلس عند حدود حاحا، وشرقا عند نهر سوس الذي سميت به هذه الناحية«. ويصف ابن خلدون هذه المنطقة بأنها »وطن كبير في مثل عرض البلاد الجريدية، وهوائها المتصل من لدن البحر المحيط (…) وهذا الوطن قبله جبال درة (…) ويحدق به وادي سوس وينصب من باطن الجبل إلى ما بين كلاوة وسيكوسة، ويدفع إلى بسيطة ثم يمر مغربا إلى أن ينصب في البحر المحيط«(2).

وتتميز المنطقة بأهمية نشاطها الفلاحي نظرا لتوفرها على أراضي زراعية خصبة، إضافة إلى وجود انهار للسقي، مثل وادي سوس وماسة »فسكان ماسة كلهم فلاحون يحرثون أرضهم عندما يفيض النهر خلال شتمبر وآخر أبريل، ويحصدون الحبوب في ماي، وإذا لم يحدث فيضان في أحد هذين الشهرين انعدمت الغلة تلك السنة«(3).

إضافة إلى ماسة، فإن جل مناطق سوس أولت اهتماما كبيرا لهذا النشاط، خاصة تييوت، وتارودانت، وتيدسي، وتكاووست، فضلا عن المناطق الجبلية، مثل جبل هنكيسة وإيلالين. ويصف صاحب "الاستبصار" خيرات سوس بأنها أخصب بلاد المغرب، وبها »قرى كبيرة وعمارات متصلة بعضها ببعض. وبها من الفواكه الجليلة أجناس مختلفة وأنواع كثيرة«(4)

ومن المزروعات التي تنتجها المنطقة نجد: القمح والشعير ومنتوجات فلاحية أخرى، وخاصة الفواكه كالموز والتين والعنب والسفرجل والأترج وكذلك التفاح، »وقصب السكر الذي ليس على قرار الأرض مثله طولا وعرضا وحلاوة وكثرة ماء«(5).

وقد ساهمت هذه المنتوجات في تشجيع ممارسة بعض الحرف المحلية، مثل: النسيج الذي كانت له أهمية كبيرة لوجود المواد الأولية مثل: الصوف. ويحدثنا الإدريسي في هذا الشأن عن »الأكسية الرقاق والثياب الرفيعة التي كانت تنتج بالمنطقة«(6).

ونشير أيضا إلى غنى المنطقة ببعض المعادن حسب ما ورد عند المراكشي، وبالأخص مدينة إفران ونواحيها حيث يوجد النحاس، ثم معدن القضة بمنجم زجندر، وهي مدينة صغيرة بسوس، ثم التوتيا وهي مادة يصبغ بها النحاس الأحمر فيصير أصفر. وقد خلص أحد الباحثين المغاربة إلى »أن السوس كان يعتبر حتى نهاية القرن الخامس عشر ميناء الصحراء ومفتاح علاقة الشرق بالغرب«(7) بحكم الموقع الاستراتيجي في مراقبته لطرق القوافل التجارية القادمة من الصحراء.

وباستعراضنا للمؤهلات الاقتصادية والطبيعية لهذا الإقليم، يمكن القول إن هذه المعطيات قد منحت للمنطقة عاملا أساسيا من عوامل قوتها، حيث وفرت جل المنتوجات الاستهلاكية، مما أدى إلى خلق نوع من الاكتفاء الذاتي والتسويق نحو خارج المنطقة، الشيء الذي أدى إلى ازدهار النشاط الحرفي والتجاري بالمنطقة، مما جعلها في كثير من الأحيان تتمرد على السلطة المركزية، أو معقلا للثوار الفارين من السلطة الحاكمة. بالإضافة إلى أن العنصر البشري لعب دورا مهما في المنطقة.

وقبل التطرق إلى التشكيلة السكانية، نشير إلى أن الثروة الاقتصادية لإقليم سوس ساهمت في تطور عدة مدن، منها: ماسة، تييوت، تارودانت التي اعتبرها ابن عذاري »قاعدة البلاد السوسية ودار الولاة ومستقر أمرهم ومأوى كل غريب من التجار وغيرهم«(8) بالإضافة إلى تامدولت وأگادير وسيمة وتيدسي وتكاووست…

ونظرا لأهمية إقليم سوس الاقتصادية، فإنها جذبت إليها عدة قبائل، وهي: هنتاتة، ثم قبيلة هكسورة، وجزولة،، ولمطة المعدودة من شعب صنهاجة نسبا، لكنه لما كانت مواطنهم بلإقليم سوس وناحية درعة مجاورة لمواطن المصامدة بجبال درن، فإنها تنتظم جميعا في سلك واحد. وهناك بعض المؤرخين من عدهم في مصمودة مع تنبيه إلى أنهم ليسوا منهم… ومن تلك القبائل من دثر اسمها وتلاشى رسمها وأكلتها الحروب مع الموحدين وحل محلها في موطنها قبائل مصمودة أخرى، أو عربية طارئة، منها من نزل إلى رتبة بطن واندرج في قبيلة أكبر(…). وكانت مصمودة تسكن جبال درن، وجزولة تسكن قربهم بإقليم سوس، وبجبهاته كانوا يضعنون، وتعتبر لمطة وهسكورة إخوة صنهاجة(9)، كما أن أمراء هنتاتة وحاحا سيطروا على الأطلس الكبير، وقاموا بعدة ثورات للاستيلاء على كل الأقاليم الأطلسية(10).

وقد شهد القرن 7ه/13/م تدفقا بشريا كبيرا متمثلا في زحف القبائل المعقلية العربية التي كانت سببا في تغير الخريطة القبلية بالمنطقة. ومعلوم أن هذه الموجة البشرية نتجت عن التحريض الذي قام به سلطان مصر الفاطمي الذي أرسل قبيلتي بني هلال وبني سليم إلى إفريقية خلال القرن الحادي عشر الميلادي، انتقاما من المعز بن باديس الصنهاجي عند تنصله من دعوة الفاطميين سنة 443ه(11). وفي سنة 584 ه نقل المنصور بني جشم وهلال إلى المغرب(12). فكان من الطبيعي أن تلقى مقاومة شديدة من طرف القبائل الأمازيغية لإبعادها عن مواقعها وسهولها، واتبعت القبائل العربية مراحل الواحات، وكان عليها في البداية الرضوخ لسلطة القبائل الأمازيغية متى تتقوى شوكتها بعيدا عن الضغط. ونظرا لقلة الكثافة السكانية هناك، فإنها لم تلبث أن شكلت قوة عسكرية هامة، فأصبحت بوادر المواجهة بين هذه العناصر بادية نظرا لتباين المصالح بينها(13)، والذي غذته طبيعة الموقع والرسوم التي أصبح الأعراب يفرضونها على القوافل التجارية(14).

ومن القبائل العربية التي نزحت إلى سوس: ذوي حسان، بني مختار، ذوي منصور، ثم الشبانات الذين ينقسمون إلى قسمين: بنو نابيت وولاد علي. وما زالت الشبانات معروفين بهذا الاسم وهم من بني مختار.

هكذا فقدت القبائل الأمازيغية أحسن الأراضي التي كانت تستغلها بسبب زحف القبائل العربية على المنطقة، فتغيرت بذلك موازين القوى السلالية والاجتماعية بها، فقبائل صنهاجة التي كانت تستغل المنطقة وتراقب الصحراء الأطلسية تشتت في مختلف المناطق واستقرت بدلها عناصر بشرية جديدة تمثلت في القبائل المعقلية التي لم يعد بالإمكان تجاهل تطلعاتها التوسعية(15). كما أن هذه القبائل أصبحت تتبوأ المكانة الأولى على الساحة السياسية والاجتماعية في هذه المنطقة، إذ سيطرت على جل المناطق الساحلية(16)، وانتشرت بكل المناطق ما عدا الجبال(17)، وأصبح الأمن والاستقرار أو الفوضى بالمغرب آنذاك مرتبطا بها(18).

بعد هذا العرض لمؤهلات سوس الطبيعية والاقتصادية والبشرية، نتساءل عما إذا لم تشجع هذه المؤهلات الثوار المعارضين ليشكلوا خطورة على السلطة المركزية في ظل الصمت الذي عبرت عنه تجاه التحولات والأحداث التي كانت تعرفها أطراف المغرب البعيدة من مراكش وفاس، وهل كانت سببا في اتخاذ علي بن يدر هذه المنطقة معقلا لثورته بعد فراره من بطش الخليفة الموحدي المرتضي؟ وما الموقف الذي تعبر عنه هذه الثورة؟ هل موقف ينم عن وجود نزعة استقلالية، أم عن موقف رافض لوضعية قائمة ساهم المخزن نفسه في اصطناعها بشكل أو بآخر؟

22 ـ الحالة العامة بالمغرب إبان ظهور إمارة آيت يدر: عرف المغرب في هذه الفترة حكم الدولة الموحدية التي كانت تمر بفترة ضعف، مما سمح بظهور حركات انفصالية تتابعت ببلاد الأندلس وبلاد المغرب، حيث قامت على أنقاضها أربع دول مستقلة هي: الدولة الحفصية في إفريقية ودولة بني عبد الواد بتامسان ونواحيها بالمغرب الأوسط، ودولة بني مرين في فاس، وهي الدولة التي استقلت بالمغرب الأقصى بعد أن قضت على الخلافة الموحدية نهائيا سنة 668ه/1269م.

وقد ساد التوتر علاقات هذه الدول فاتسمت باستمرار الحروب فيما بينها، كما اشتد الصراع الأسري بين الأمراء المرشحين للملك في الدولة الواحدة(19). وبموازاة مع ذلك، عرفت الدولة الموحدية تحرشات بعض الدول الأجنبية: فقد بادر الجنويون إلى ماهجمة سبتة مرتين، ودخل الفشتاليون سلا سنة 658ه/1252م فخربوها وأحرزوا نصرا كبيرا على الأسطول الموحدي سنة 649ه، مما جعل الدلة الموحدية تفقد أسطولها نهائيا(20)… ولعل هذا الوهن العسكري الذي نخر بنية الجيش كان منذرا بتحول البنية السياسية، وخاصة أن الجيش كان هو بنية الدولة ذاتها(21).

وفي الوقت الذي ازدادا فيه خطر بني مرين على الدولة الموحدية، كانت هوامش وأطراف المغرب تشهد قيام عدة ثورات إلى جانب ثورة علي بن يدي بسوس، حيث ثارت سبتة بزعامة أبي القاسم العزفي الذي طرد واليها ابن الشهيد، وكون إمارة مستقلة هناك(22). وثار عرب بني جابر ببلاد تاماسنا واستقل القطراني بسجلماسة…

كما عرف المغرب في هذه الفترة وضعية مالية متردية، والتي واكبها انعدام المؤن الكافية لتسديد رواتب الجيش. ويرجع محمد القبلي ذلك إلى تعدد الثورات بالمغرب(23)، إذ أن الدولة كانت تنفق أموالا هامة من أجل إخمادها. أما شارل اندري جوليان فيذهب إلى أن هذه الأزمة ناتجة عن الغزو الذي ميز أعمال الدولة لموحدية وتفاقم ظاهرة الإقطاع(24).

وبذلك حدث إفلاس اقتصادي، وقلت موارد الدولة، وأصبح بيت المال يشكو من الفراغ بسبب انقطاع الجبايات، وتبذير الأموال من طرف الأمراء، إضافة إلى تخريب العرب للبوادي التي استولوا عليها، وزاد من التدهور الاقتصادي توالي القبائل العربية، مما أدى إلى استقلالها استقلالا ذاتيا. وقد عرف علي بن يدر كيف يستغل هذه الأوضاع المتدهورة، فأعلن استقلاله في منطقة سوس.

وبناء على ما سبق يتضح أن حركة علي بن يدر لم تكن معزولة عن الأوضاع السائدة آنذاك، بل هي التي حتمت على هذه الإمارة الانقطاع عن الحكم المركزي الذي أصبح من الهشاشة والضعف ما يجعله يكرس هذه الظاهرة(26).

3 ـ نشأة الإمارة وتطورها: عرفت تارودانت، عاصمة سوس، نشأة إمارة هنتاتية بقيادة منشق موحدي هو علي بن يدر الزكندري في سنة 651ه/1252م(27). وتشح معلوماتنا حول هذا القائد باستثناء شذرات مقتضبة حول بداية حركته.

فقد ظهرت في مرحلة التدهور الموحدي؛ وحسب قول القادري بوتشيش فإن حركة علي بن يدر مؤسس هذه الإمارة، لم تكن سوى الأم الشرعية للظروف العامة التي اجتازتها تارودانت والمغرب عموما. ولا غرابة أن يكون علي بن يدر هو أحد حاشية السلطان الموحدي، ومن أعوان الوزير الهنتاتي محمد بن يونس(28)، الذي كان قد استوزره المرتضي ثم سخط عليه وعزله سنة 650ه/1251م، وألزمه بتامصلحت(29). وذلك »حيث وصله منه ما أوجب قتله، ومع ذلك كان المرتضي يعامله بالقبول والرضى«(30). وخوفا من اضطهاد المرتضي قام علي بن يدر الزكندري (من أصل زكندر عند آيت واوزغيت في سيروا حيث يوجد منجم الفضة) بالفرار إلى سوس حيث قام بالاستيلاء على العديد من الحصون، وأسس إمارته هناك ما بين 650 ـ 651ه/1252 ـ 1253م(31).

وقد دخلت منطقة سوس بزعامة آيت يدر في صراع مع الموحدين، كان يفضي في الغالب إلى ترسيخ النزعة الاستقلالية للمنطقة وتوسيع إمارة بني يدر. وفي الوقت الذي كان فيه المرينيون يعملون على ترسيخ وجودهم في الشمال، اتسمت علاقتهم بآيت يدر بالمهادنة والتعايش السلمي، وهي نفس السياسة التي نهجها علي بن يدر مع عرب بني معقل في البداية، غير أن الموقع الاستراتيجي لمنطقة سوس في إطار التحكم في طرق القوافل التجارية القادمة من الصحراء، أدى بها في النهاية إلى الدخول في صراع مع المرينيين، وعرب بني معقل، والزيانيين، الذين تنافسوا في ما بينهم لفرض السيطرة على المنطقة(33).

وقد تمكن العرب الذين فرضوا سيطرتهم على درعة وتافيلالت من قتل علي بن يدر سنة 668ه/1269م، والذي خلفه ابن أخيه عبد الرحمان بن الحسن الذي سيلقى نفس المصير على يد العرب المتعاونين مع المرينيين. إلا أن أخ هذا الأخير علي بن الحسن بن يد سيتمكن من الفرار ليعود بعد ذلك إلى تارودانت ليركز سلطته ويصبح بذلك الأمير الثالث من أسرة بني يدر(34)، فأعاد بذلك إمارة سلفه، لكنه لم يكن معروفا كما كان الأمر بالنسبة لأخيه، حيث إن المصادر لا تتحدث عنه كثيرا، ولا تعرف هل كان هو الأمير الأخير من أمراء بني يدر بسوس(35).

وفي سنة 734ه/1334م، وبإغراء من العرب، قام أبو الحسن المريني بالهجوم على سوس، فاستولى عليه، واضعا بذلك النهاية لإمارة بني يدر(36). وفي المقابل أعطى إقطاعات للعرب، وكلفهم بجمع الضرائب وتقاسمها مناصفة مع السلطة. لكن ذلك لم يدم طويلا حيث إن الإصلاحات التي قام بها أبو الحسن جعلت المنطقة تعود إلى حالتها التي كانت عليها.

من هنا نتساءل عن السبب الذي جعل هذه الإمارة، بالرغم من كثرة الحملات الموجهة إليها سواء من طرف الدولة الموحدية أو المرينية، تدوم ثمانيين سنة ولم تسقط إلا في عهد أبي الحسن في سنة 734ه.

يجيب عن ذلك بعض الباحثين بالتأكيد على أن الحملات التي كانت توجه إليها كانت لمجرد جمع الضرائب فقط، ثم تعود الجيوش إلى العاصمة، وبمجرد خروج هذه الجيوش من المنطقة، فإنها تعود إلى حالتها الأولى. ويقول ابن خلدون في ذلك: »إن الذي يهم السلطة خو الجباية فقط«(37).

كما أن هذه الإمارة لم يعرف من تنظيماتها إلا ما يتصل بالجانب العسكري(38)، وذلك لأن جل المصادر التي تناولت الحديث عن هذه الإمارة اقتصرت فقط على الجانب العسكري في علاقتها مع الدولتين الموحدية والمرينية. ويذكر ابن عذاري أن إمارة ابن يدر توفرت على ثلاثة آلاف فارس. ويشير إلى أعلامها فيصفها بأنها سبعة من الحرير المختلف الألوان برشم من ذهب، ولا يرتاب في أنها من الذخائر القديمة التي كانت بدار الموحدين في ما مضى من السنين. من هنا يخلص الأستاذ المنوني إلى أن هذه الإمارة لم تتخذ شارة خاصة بها، ولم تكن لهم سكة ضربت باسمها(39).

أما ما يتعلق بالجانب الثقافي في عصر هذه الإمارة، فيبدو أن حروب بني يدر طوال مدتهم حالت دون نشاط هذا القطاع. وقد زاد من ضعف معلوماتنا عنها انعدام كتابات محلية تدون لهذه الإمارة.

وفي الأخير، نخلص إلى أن ثورة آيت يدر قامت على مشروع مضمونه يعبر عن عمق سياسي اجتماعي، تجلى في رفض الوضعية السائدة آنذاك، الشيء الذي يفسر انتهاءها بمجرد انتهاء العوامل الممهدة لذلك(40).اخلاصة: أصبحت منطقة سوس في العهد الموحدي والمريني ملجأ للثوار أو لبعض الأمراء الفارين الذين حاولوا الانشقاق عن السلطة المركزية. وقد ساعد على ذلك غنى المنطقة وتوفرها على عدة مؤهلات طبيعية واقتصادية وبشرية، مما منح لها نوعا من الاستقلال الذاتي.

وكان ظهور إمارة آيت يدر بالمنطقة في وقت كانت فيه الدولة الموحدية في حالة ضعف وانهيار. لذا فشلت كل حملاتها على المنطقة. وعندما حلت محلها الدولة المرينية ساد في البداية نوع من التاعايش السلمي بين الجانبين، وذلك لانشغال المرينيين بتركيز سلطتهم في مدينة مراكش ونواحيها، ثم بالمواجهات مع جيرانها العبدالواديين، أو في الأندلس. فعادت منطقة سوس إلى ما كانت عليه وتقوى نفوذ أمراء آيت يدر في المنطقة. ورغم الحملات المتكررة التي وجهت إليهم من طرف الدولة المرينية من أجل القضاء عليهم، فإنهم أبانوا عن صمود كبير، ولم يتم القضاء عليهم إلا في عهد أبي الحسن سنة 734ه/1334م.

وبعد سقوط الإمارة عاثت القبائل العربية في المنطقة، واستبدت بها بتزكية من السلطة المرينية التي كلفتها بجمع الضرائب وتقسيمها مناصفة معها. ولم تنل هذه الإمارة اهتماما كبيرا سواء من المؤرخين المعاصرين لها، أو من طرف الباحثين المحدثين، إضافة إلى انعدام كتابات محلية تدون لتاريخ المنطقة، مما جعل البحث في هذا الجانب صعبا للغاية ـ وكل ما يعرف عن هذه الإمارة مرتبط بالجانب السياسي والعسكري المتمثل في مقاومتها العسكرية للحملات الموجهة ضدها من طرف الدولة المغربية في تلك الفترة بتعاون مع القبائل العربية.

ونفس الشيء يلاحظ عند ما نتعرض للحديث عن الإمارات السابقة لها كإمارة بورغواطا أو إمارة النكور، ثم الإمارات المعاصرة لها كإمارة العزفيين بسبتة.

ولهذا فإن العديد من الجوانب المتعلقة بتاريخ هذه الإمارة لا تزال في حاجة إلى مزيد من البحث وخاصة في ما يتعلق بالجانب الثقافي والاقتصادي

لهوامش:

1 ـ "وصف إفريقيا"، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط. 2، 1983، ج.1، ص. 113.

2 ـ ابن خلدون، "العبر…"، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان، بيروت، ط.1، 1981، ج.6، ص. 370.

3 ـ الحسن الوزان، مصدر سابق، صص. 113 ـ 114.

4 ـ مجهول المؤلف، "الاستبصار في عجائب الأمصار"، نشر وتعليق سعد زغلول عبد الحميد، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1985، ص.211.

5 ـ الشريف الإدريسي، "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، مكتبة الثقافة الدينية، بورسعيد، الظاهر، د.ت، ج.1، ص.227.

6 ـ نفسه.

7 ـ القادري بوتشيش، "تاريخ الغرب الإسلامي، قراءة جديدة في بعض قضايا المجتمع والحضارة"، دار الطباعة والشر، بيروت، لبنان، ط1، 1994، ص. 37.

8 ـ ابن عذاري المراكشي، "البيان المعرب في أخبار بلاد المغرب" (قسم الموحدين)، تحقيق محمد إبراهيم الكتاني وآخرين، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط1، 1985، ص.459.

9 ـ عبد الوهاب بن منصور، "قبائل المغرب"، الطبعة الملكية، الرباط، 1968، ج 1، ص 326 وما بعدها.

10 ـ Henri Terosse, "Histoire du Maroc des origines à l'établissement du protectorat français", éd. Atlantides, Casablanca, p.13.

11 ـ إبراهيم حركات، "المغرب عبر التاريخ"، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، ط. 2، 1993، ج 1، صن اتحادية آيت عطا تشكلت أساسا خلال هذه الظرفية لمواجهة القبائل المعقلية العربية التي اكتسحت مجالها الجغرافي. لمزيد من المعلومات انظر: مداخلة الأستاذ "من أخلاقيات معركة آيت عطا" ضمن الندوة الدولية التي نظمتها جمعية الجامعة الصيفية بأگادير في دورتها السادسة والتي خصصتها لتاريخ الأمازيغ أيام 21، 22، 23 يوليوز 2000.

14 ـ ناعمي مصطفى، "الصحراء المغربية من خلال بلاد التكنة، تاريخ العلاقات التجارية والسياسية"، مطابع عكاض، الرباط 1988، ص. 88 وما بعدها.

15 ـ نفسه، صفحة 93.

16 ـ نفسه.

17 ـ Henri Terosse, op cit, pp 18 19.

18 ـ ناعمي مصطفى، مرجع سابق، ث. 63.

19 ـ مصطفى أبو طيف، "أثر القبائل العربية في الحياة المغربية"، مطبعة دار النشر المغربية، الدار البيضاء، ط.1، 1982، ص 112.

20 ـ يتبنى حسن أوريد مقولة ابن خلدون في تفسير انحلال الدولة الذي يعود إلى تخليها عن بنيها لفائدة المرتزقة. وفي هذا السياق يعلل ضعف الجيش الموحدي بأنه ناتج عن دخول عناصر أجنبية من المرتزقة من عرب بني معقل ومن الأتراك ومن السودان الغربي المعروفين بعبيد البخاري تقطع لهم ما يسمى بأراضي الجيش عنوة على حساب أصحابها. لمزيد من المعلومات، انظر: حسن أوريد، "لمحة عن تاريخ إفريقيا"، مجلة "تيفاوت"، عدد 11، 1997، صص 63 ـ 64.

21 ـ القادري بوتشيش، "عناصر الاتصال والقطيعة في تاريخ تارودانت الوسيط"، مجلة كلية الآداب، ابن زهير، أگادير، ندوة تارودانت، 1988، صص 26 ـ 27.

22 ـ إبراهيم حركات، مرجع سابق، ج1، ص.293.

23 ـ Mohammed Kably, "Société, pouvoir et religion au Maroc à la fin du moyen-âge", Maisonneuve er la Rose, 1986, p 62.

24 ـ "تاريخ شمال إفريقيا"، تعريب محمد مزالي والشريف بن سلامة، ط 2، الدار التونسية للنشر، 1978، ج 2، ص 156.

25 ـ ابن أبي زرع، "الأنيس المطرب بروض القرطاس"، دار المنصور للطباعة والنشر، الرباط، 1972، ص 254.

26 ـ القادري بوتشيش، مرجع سابق، ص 28.

29 ـ ابن خلدون، مرجع سابق، ج6، صفحة 367.

30 ـ ابن عذاري، مرجع سابق، صفحة 402.

31 ـ Jacques Meunier, "Le Maroc saharien des origines à 1670", librairie Khinchsieck, 1982, p. 27.

32 ـ Ahmed ElKhanboubi, op, cit, p. 74.

33 ـ ابن خلدون، مرجع سابق، ج 6، صفحة 368.

34 ـ القادري بوتشيش، مرجع سابق، صفحة 30.

35 ـ Jacques Meunier, op.cit, p. 307.

36 ـ Op, cit, p 308.

37 ـ ابن خلدون، مرجع سابق، ج 6، صفحة 368.

38 ـ محمد المنوني، "إمارة بني يدر"، مجلة "دراسات"، عدد 1، كلية الآداب، أگادير، 1987.

39 ـ نفسه.

40 ـ القادري بوتشيش، مرجع سابق، صفحة 32

بقلم: اليماني قسوح

عن موقع ⵜⴰⵡⵉⵣⴰ