الأحد، 9 مارس 2025

تأثير الأمازيغية في لهجات شمال افريقيا المستعربة




نظراً لعدم اهتمام كثير من الكتاب و علماء اللغات باللغة الامازيغية ، و عدم التطرق إليها حين يتم تحليل كثير من الألفاظ في اللهجات المحلية و عند مقارنة اللغات ببعضها،تطرقنا لذلك لأجل إظهار وجهة نظرنا في ما يخص هذه اللغات و علاقتها مع اللغة الامازيغية و أظهار كيف أن اللغة الامازيغية أثرت كثيراً في اللغات المجاورة لها و بالأخص اللغة العربية ، و عند ملاحظة و استقراء اللهجات العربية و بالأخص لهجات شمال أفريقيا ، نجد ان بها كثير من الألفاظ الامازيغية وخاضعة للقاعدة اللغوية الأمازيغية، و التي لم تستطع اللغة العربية إزاحتها و استبدالها بالفاظ عربية وبتطبيق قواعدها اللغوية.
وهذا ما نلاحظه في اللهجات المحلية سواء في الألفاظ المستعملة بين الناس او في أسماء القرى و المدن ، او في أسماء العائلات و الأشخاص ، وكذلك أسماء المناطق و الأماكن العامة وأسماء الحيوانات والنباتات والعصافير.
وهنا أقول اللهجات المحلية و ليس اللهجات العامية كما يصفها كثير من أشباه مثقفينا ، لماذا ؟ لأن عندما تقول اللهجات العامية هنا تبين أن عامة الناس يتكلمون هذه اللهجات ، و لا وجود للهجات او لغات أخرى معها.
و لزيادة تأكيد هذا نذكر بعض الملاحظات حول اللهجات المحلية و بالأخص في دول شمال أفريقيا ، منها :
ــ عدم وجود المثنى في هذه اللهجات وهو راجع الى أن اللغة الامازيغية ليس بها مثنى .
ــ عدم وجود الحروف اللثوية في هذه اللهجات ، مثل الذال والظاء ، و هو راجع الى أن اللغة الامازيغية لا يوجد بها أصلاً هذه الحروف .
ــ قلة وجود الحروف مثل الضاد و العين و الحاء ، في اللهجات المحلية ، لأن هذه الحروف هي كذلك لا توجد في اللغة الامازيغية أصلاً ، وإن وجدت فهي نتيجة لتأثير اللغة العربية في اللغة الامازيغية .
ــ كثرة استعمال حرف ( g ) في اللهجات المحلية بدل من حرف الجيم و القاف ، وهذا راجع الى أن حرف ( g ) هو حرف أساسي في اللغة الامازيغية ، بينما هذا الحرف لا يوجد في اللغة العربية .
( الغفّة ) و هي شعر الرأس و هي اتت من اللفظ الامازيغي ( تغوفّا ) وهي كذلك تعني شعر الرأس وهي اشتقت من اللفظ ( إغف ) وهو يعني الرأس بالامازيغية ، و أيضاً يوجد ( غف ) وهو حرف جر ويعنى على .
الاّغ ) الذي يعني القاع في الامازيغية ومنه ( يتّلّغ ) و يعني يلعق ، و اللفظ ( إلغ ) و يطلق على فم الرحى أي محيط الفم ، وحسب ما جاء في مدونة ابن غانم : ( إلغ ) بالامازيغية بمعنى المدح ، و ( يلّغ ) أي مدح ، ومن المعروف أن المدح هو من عمل اللسان ، و اللفظ ( لغي ) وهو المناداة بصوت مرتفع ، و زد على ذلك اللفظ ( ميلق ) من لهجة جادو نفوسا ، و يطلق على أي سطح أملس او ناعم ، وهنا حرف ( ق ) أصله ( غ ) ، بحيث يكون اللفظ ( ميلغ ) وهو الشيء الناعم نتيجة عمل اللسان ، كما المدح ، و ( يملغ ) أي الذي تغير طعمه وهو التذوق ، و اللفظ ( املّاخ ) وهو الذي يقوم بدبغ الجلود و صناعة قطع الجلود المستخدمة في الأحذية وهذه القطع تسمى ( تملخين ) ومفرده ( تاملخت ) وهو من فعل ملخ او ملغ ، ولعلم في الامازيغية يكون الإبدال في ما يخص هذا اللفظ بين ثلاثة حروف فقط هي ( غ – خ – ق ) ، وأيضاً اللفظ ( يلقغ ) أي ناعم والذي أصله ( يلغغ ) بزيادة ( غ ) أخرى عن ( يلّغ ) ، ومنه اللفظ ( تملغغت ) وهو من ( ألّاغ ) أي المخ ، ومنه اللفظ ( تلغت ) وهو الوحل وهو مشتق من ألّاغ و القاع ، وأيضاً اللفظ ( لوغ ) وهو يطلق على الماء العكر الذي في القاع
( مليغيغة ) يطلق على الفتحة التى في عظم الرأس للأطفال حديثي الولادة وهي في مقدمة الرأس ، وفي الامازيغية تكتب ( تملغّيغت ) ولها علاقة باللفظ ( ألاّغ ) و يعني القاع الذي يحوى المخ ، و المخ هو ( ألّل ) و الى جانب اللفظ ( تملغّيغت ) يوجد لفظ مرادفاً له وهو ( تابلقّا ) ومنه اللفظ ( يتّبقل ) أي الذي يصاب بحرارة الشمس في رأسه .
كطّاية ( geththaya)
هذا اللفظ اتى من اللفظ ( تاكطّايت - tageththayt ) في بعض اللهجات تكتب ( تاجطّويت - tajeththuyt ) ، و هي تخص البنات فقط ، حيث يتم تحليق شعر الرأس من الجانبين و يترك وسط الرأس طويل الشعر و يمسك الى الخلف حتى يتدلى على الظهر ، وهي من التقاليد الامازيغية القديمة ، حيث يحلق شعر البنات من اليوم الأول للولادة حتى تصل سن الرشد
البازين = تاكولا بضم الكاف وتشديد اللام
وهي وجبة تتكون من دقيق الشعير المرحي و يعجن بالماء مع التسخين حتى يتصلب قليلاً ثم يوضع في القصعة ويكون على شكل مخروطي وبه فتحة من الأعلى ، ثم يضاف إليه الطبيخة وتعرف بـ ( اسكاف ) وكذلك ( بليلو ) ، و عليه فأن اللفظ ( بازين ) أتى من شكل العجين و الذي هو مخروطي ، و ( بازين ) في الامازيغية تعني الشكل المخروطي ، في جبل نفوسا وجربة يطلق عليه ( أرواي ) .
الزميطة
وهي أكلة امازيغية قديمة و تتكون من دقيق الشعير المرحي و أحياناً يضاف إليه بعض الأعشاب العطرة ، و يخلط مع الماء و أحيانا بالزيت ويقدم كوجبة ، وهو أتى اللفظ ( أزمط ) الذي يعني ابلع الأكل لأن الزميطة تبلع و لا تمدغ عند أكلها .

وهي الآلة الخشبية المعدة لصناعة الحولي ، و في الامازيغية تعرف بـ ( زطّا ) و المسدة اتت من اللفظ
( تامسدّيت ) و هي إحدى الأدوات التي تستعمل عند إنشاء ( زطّا ) وتصنع من الخشب او الحديد وهي أربعة قطع حديد على شكل مربع ، و يثبت بها أربعة أعمدة من الحديد في كل زاوية ، وكذلك يوجد ( أسدّاي ) وهو القاعدة السفلية المنسج ( زطّا ) ، وهو من الفظ ( ادّاي ) أي السفلي .
الجرد
إن الجرد او الحولي كما ينطق في بعض المناطق ، وهما من الملابس المحلية المعروفة ، إن اللفظ الحولي اتى من الحول وهو يعني السنة في العربية ، ويقابله في الامازيغية اللفظ ( تلابا ) وهو لباس المرأة والرجل ، ولكن ( الجرد ) يعني ( تلابا ) او الحولي القديم والذي اتى من اللفظ ( يجرد ) ويعني قدم ، و ( تلابا ) التى تلبسها المرأة ، منها عدة أنواع ، ( تاقوسيت ) ، و ( لمقنا ) و( تاخليلت ) و هذه الأخيرة لا تلبس إلا في ايام العرس ، حيث تلبسها العروس فقط .
الطاقية
وهي غطاء الرأس وهو من اللفظ الامازيغي ( يتّقّا ) أي لم يعد يرى او مختفي ، و اللفظ ( يتّقّا ) له علاقة باللفظ ( تاقّا ) أي الغبار و الذي عندما يتصاعد يختفي ما خلفه ، و اللفظ ( ا تّقات ) وهو الشيء الذي يسترك او يحميك من أشعة الشمس او من البرد او غيره ، و بالتالي نجد ان ( الطاقية او التاقية ) هي بدورها تحمى الرأس و تستره ، مع وجود ألفاظ في العربية أخذت من هذا اللفظ ، مثل اتقى و الإتقاء .
قرجومة
وهي تعني البلعوم في الامازيغية وتكتب ( تاقرجومت - tagerjumt ) بحرف ( g )و ليس ( ق )، وتجمع ( tgurjam ) .
للاّ
وتنطق اللام مشددة و هي تعني سيدة وهي كلمة امازيغية وليس لها أي معنى آخر ، و تجمع ( تيند للاّ ) أي سيدات ، وهي تستعمل في شمال أفريقيا من ليبيا حتى المغرب .
إقرقب _ igergeb
وهي عملية رحي ثمار الزيتون في معاصر الزيتون والتي تعرف في الامازيغية بـ ( إندار ) ومفردها ( أندور ) ، وكذلك في اللهجة العامية يقال الشوامى في الامازيغية ( تشوماى ) وهي جمع ، والتي تقوم بعصر
الزيتون المرحي ليخرج منه الزيت مع المرجين ، ( ميرجين ) وهذا الأخير يصفى منه الزيت ،و أيضاً الفيتورة وهي ( أفيتور ) و منها أخذ اسم الفيتورى ، و للعلم فأن معاصر الزيتون القديمة و التى مازالت في قرى نفوسة حتى الان سليمة ، هي من اختراع الامازيغ من اقدم العصور ولهذا مازلت الالفاظ التى تتعلق بالمعصرة هي ألفاظ امازيغية .
قلالية ( gellaleya )
وهي ما يعرف بالبلكونة ، و هي مساحة تكون لتهوية الحجرة و لنشر الملابس فيها وهي وشكلها الخارجي يكون معلّق بدون أعمدة ، وهذا اللفظ أتى من اللفظ الامازيغي ( أقل -- agel ) والذي يعني علّق ، ومن اللفظ ( قلّو - gellu ) أي المعلق ، ويطلق على تركيبة صخرية تشبه القلالية .
يمرد
وتكتب ( إمرّد ) وهو لفظ امازيغي ومعناه في العربية يزحف ، و الذي أتى منه اللفظ ( امرّاد ) أي الزاحف ، و اللفظ ( يمرد ) أي زحف ، و اللفظ ( نمرود ) وهو الزاحف ، ومن الالفاظ في اللغة العربية ( المارد و المريد و المتمرد ) كلها اشتقت من اللفظ الامازيغي ( يمرد )
القيلولة
وهي الفترة التى يركن فيها الناس الى الراحة عند اشتداد حرارة الشمس ، و تعرف في الامازيغية ( آزل او آزال ) ، أي الظهيرة في العربية ، و القيلولة اتت من اللفظ الامازيغي ( إقيل ) أي رفض و اللفظ ( قاليد ) ويعني أتركني ، و ما القيلولة إلا ترك العمل و الخلود الى الراحة .
قدر - gder
وهو إناء فخاري يستعمل للطبخ قديماً و بالامازيغية يكتب ( توقديرت - tugdirt ) و في بعض اللهجات مثل لهجة يفرن يكتب ( تويديرت ) و اللفظ الاخبر أتى من اللفظ ( يدّر ) ويعني عاش ، و الذي له علاقة مع الالفاظ ( إدير ) وهو اسم من عاش ، و ( تادّارت ) وهي تعني المنزل وأيضاً القرية و قطعة الأرض المخصصة للزراعة ، و ( تيدّرت ) وهي الحياة ، ومن الملاحظ ان كل هذه الالفاظ مشتقة من اللفظ ( يدّر ) و كلها تتعلق بالأكل او العيش ، وفي الأخير نؤكد ان اللفظ العربى
( الدار ) هو لفظ امازيغي مشتق من ( يدّر ) و ( تادّارت ) .
القديد – algedid
و يقصد به أخذ قطع من اللحم توضع على الحبل تنشر في أشعة الشمس بعد ان تغطس في سائل من الماء و الملح و بعض التوابل ، لفترة زمنية و بعد ذلك تقلى على النار بالزيت حتى تتيبس قليلاً ، ثم تخزن في أواني من الفخار ، ليتم استهلاكها فيما بعد ، ( أقديد ) وهي أكلة امازيغية قديمة جداً ، وهذا اللفظ أتى من اللفظ ( أقّد ) الذي يعني الحرق بالنار و أيضاً يعني الكي بالنار ، واشتق منه اللفظ ( إغد ) الذي يعني الرماد وهو من مخلفات النار ،وهنا تحول حرف ( ق) الى ( غ ) وهي عملية تبادلية موجودة في النحو الامازيغي . و من هذه الالفاظ أخذت العربية من الامازيغية اللفظ ( متّقدة ) ، و ( الموقد ) .
هجّالة
وهذا اللفظ أخذ من اللفظ الامازيغي ( تادجالت و أدجال ) ومعناهما الارملة والارمل .
تكّازة
وهي ما يعرف في العربية بالعرافة ، وهذا اللفظ يستعمل في تونس وهو اتى من اللفظ ( يوكز ) ويعني فهم ، و اللفظ ( تاكزا ) ويعني الفهم ، ثم صار هذا اللفظ بعد ذلك يطلق على علم الغيب ، ومنه أتى اللفظ
( تتكّازت ) ويعني العرًافة ، مازالت هذه الالفاظ تستعمل الى اليوم في كثير من المناطق

البكّوش = ازنزوم بفتح الالف وضم الزاي وتسكين النون وضم الزاي وتسكين الميم
وهي تعني الأبكم ، وهو لفظ أمازيغي ، حسب ما جاء في محيط المحيط البكوش : الأخرس في لغة المغاربة ، وعن دوزي قال البكوش كلمة أمازيغية .
الجواجي
( ما عنديش اجواجي ) ومعناه ما عندي مقدرة ، وهي من اللفظ الامازيغي ( جاج ) و قي بعض اللهجات ( قاج - gaj ) والذي يعني داخل ، وما المقدرة و الجواجي إلا من الداخل من القلب ، واللفظ الأخير ( gaj ) اشتق منه اللفظ ( إقاجي - igaji ) بما معناه يغامر بشجاعة و ما الشجاعة إلا من داخل القلب .
يبرز
عندما تسأل أي إنسان عن حالته الصحية يقول لك نبرز أي انه في حالة جيدة ، وهذا اللفظ في الامازيغية يكتب ( إبرّز ) و لكن في لهجة القبائل في الجزائر يقولون ( إقرّز - igerrez ) أي أن حرف ( ب )
انقلب الى ( g ) حسب خاصية إبدال الحروف في الامازيغية ، ومن هذا اللفظ اشتق اللفظ ( القرّازي - agerraz ) وهو زيتون المائدة الغليظ ، وأيضاً أرى إن أسم مدينة ( قرزة - gerza ) التاريخية قد أخذ من هذا اللفظ .



المصدر:
الثلاثاء، 4 مارس 2025

حروف تيفيناغ هي حروف أمازيغية أصلية بالدليل و البرهان




عندما تدرس بعمق العلاقة بين #المنقوشات_الأمازيغية القديمة والمنقوشات الفنيقية واللاتينية في شمال إفريقيا، ستلاحظ ثلاثة أمور دالة وباعثة على المزيد من البحث.




#الملاحظة_الأولى بينما تنتشر المنقوشات الفينيقية واللاتينية فقط قرب الثغور الساحلية (خصوصا المتوسطية)، تنتشر المنقوشات الأمازيغية القديمة في جميع الجهات، في الشمال والجنوب، في الشرق والغرب، في الوسط وفي الهوامش.




☎️هذا الفرق في #توزيع المنقوشات يعكس من طبيعة الحال #أصلانية الأمازيغية وارتباط الفينيقية واللاتينية بمناطق نفوذ المحتل دون غيرها.




#الملاحظة_الثانية هي أن المكتوبات الفينيقية واللاتينية القديمة كانت مرتبطة بالأساس بالوظائف الادارية والثقافة الجنائزية ، بينما المكتوبات الأمازيغية متعددة الوظائف إذ تستعمل في كتابة النصوص الأدبية، وتستعمل في الارشاد الطرقي، وتستعمل للتعبير عن المشاعر بالاضافة للوظائف الادارية والجنائزية.




☎️هذا الفرق في #وظيفة المنقوشات والمكتوبات يعكس ارتباط الكتابة عند المحتلين الفينيقيين والرومانيين بتدبير مهامهم "الكولونيالية" في شمال إفريقيا، وارتباط المنقوشات والمكتوبات الأمازيغية بالواقع الثقافي الحياتي المحلي، مما يدل بشكل واضح على #أصلانية الحضور الأمازيغي وارتباط الحضور الوافد بدوافع وجوده "الكولونيالي".




#الملاحظة_الثالثة هي أن اللغة الأمازيغية التي نجد في المنقوشات والمكتوبات القديمة لا تزال موجودة حتى اليوم، بينما اللغتان البونيقية واللاتينية اختفتا وانقرضتا من شمال إفريقيا.




☎️هذا الفرق في #البقاء يعكس الطبيعة #الأصلانية للغة الأمازيغية بمقابل الوجود "الكولونيالي" المؤقت للبونيقية واللاتينية.




الفرق بين المنقوشات الأمازيغية، من جهة، والبونيقية واللاتينية، من جهة أخرى، هو فرق في #التوزيع، و #الوظيفة، و #البقاء ... فهو فرق بنيوي يحتاج إلى تفسير، ولا يمكن تفسيره إلا بدلالة #أصلانية الأمازيغية و"كولونيالية" الفينيقية واللاتينية.




والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا اهتم الأركيلوجيون والايپيڭرافيون الأجانب بتاريخ الكتابة الأمازيغية ولم يهتموا ب #أصلانيتها .. الجواب هو أن الدراسات #الأصلانية لم تظهر بعد في أيام الرواد الأوائل من دارسي الأمازيغية ومنقوشاتها (من سلوسي إلى پيتشلر)، وأن الرواد الأوائل لم يكونوا مهتمين أصلا ب #أصلانية الموروث اللساني الأمازيغي.




لقد آن الأوان لنعيد بناء التاريخ الأمازيغي، والأنتروپولوجيا الأمازيغية، والاپيڭرافيا الأمازيغية، واللسانيات الأمازيغية، والاثنوڭرافيا الأمازيغية بصفتها فروعا لنمط واحد من الدراسات هو الدراسات الأصلانية ... نحتاج لتفكيك الميتودولوجيات التقليدية على ضوء سؤال الأصلانية.




#اقتراح_قراءة لفهم رهان #الدراسات_الأصلانية وأهميتها في العالم الأكاديمي المعاصر، أقترح على القارئ الكريم قراءة كتاب: Decolonizing methodologies: Research and Indigenous peoples

لصاحبته Linda Tuhuwia Smith


المصدر : صفحة الأستاذ عبد الله الحلوي على الفيسبوك

الاثنين، 3 مارس 2025

تاريخ وأصول قبائل الشاوية بالمغرب




تاريخ وأصول قبائل الشاوية بالمغرب




■ ديموغرافية الشاوية عبر العصور :




🌠نهاية العصر المرابطي وبداية العصر الموحدي :

ذكر الجغرافي الإدريسي (1100-1165م) --- أي بعد وفاة أبو بكر اللمتوني المرابطي سنة 1088م، إذ عاصر نهاية دولة المرابطين وبداية عهد الموحدين، أن سكان تامسنا كانوا من قبائل شتى، ومنهم برغواطة. وقد جاء في قوله:

"وقبائل تامسنا شتى مفترقة، فمنهم برغواطة ومطماطة وبنو تسلت وبنو أويقمران وزقارة وبعض من زناتة وبنو يجفش من زناتة" .




🌠خلال العصر الموحدي :

ينقل لنا ابن خلدون انزال ونفي المنصور الموحدي لفرقة من جشم لتنضاف للقبائل الأمازيغية بتامسنا حيث قال :

"ولاذوا بدعوته فنفاهم الى المغرب الأقصى. وأنزل جشم ببلاد تامسنا"




🌠خلال وبعد العصر المريني :

الشاوية أو تامسنا كما كانت تعرف قديما تحدث عنها ابن خلدون (1332-1406م) في اطار حديثه عن بيعة القبائل المغربية للسلطان المريني حيث قال : "فبايعه من الظواعن الشاوية والقبائل الاهلة : هوارة و زكارة و مديونة"




ويحقق المؤرخ حماه الله ولد السالم في قبائل الشاوية بالمغرب حيث قال :

"ومن هوارة اليوم أيضا أمّة كبيرة تترحّل مع زَنَاتَة في سهول تامسنا، الواقعة على المحيط الأطلسي، ويُسمَّونَ جميعُهُم: شاويّة، وهُمُ الذين ذكرهُم بن خلدون في قوله: فبايعه (يعني عبد الحق المريني) من الظواعن(الرّحَّل) الشاوية والقبائل الآهلة (المستقرة): هوّارة وزكّارة."




📃يعطينا الحسن الوزان (1488-1554م)، الذي زار المنطقة، تفاصيل أكثر عنهم، حيث قال عن إقليم تامسنا:

"كان فيه نحو أربعين مدينة وثلثمائة قصر يسكنها عدد من قبائل البربر"




وأضاف :

"يتعايش في بادية تامسنا ثلاثة من هذه الشعوب : زناتة، وهوارة، وصنهاجة"




وتحدث عن طرد المرينيين للفرق الأعرابية وتوطين قبائل زناتة وهوارة وصنهاجة بعد نهاية حكم الموحدين، حيث قال:

"وكان سقوط هذه الأسرة كارثة عظمى على الأعراب الذين وقعوا في فقر مدقع، وطردهم ملوك بني مرين من هذا الإقليم وأعطوه لقبائل زناتة وهوارة جزاء لما لقوه منهم من مناصرة. وهكذا أصبح الزناتيون والهواريون يتصرفون في هذا الإقليم وتكاثروا فيه حتى انهم اليوم، وربما كان ذلك منذ مائة سنة، يخيفون ملوك فاس ويرعدون فرائصهم، اذ يقدر أن عددهم يصل الى ستين ألف فارس ومائتي ألف راجل."




■ لغة قبائل الشاوية في القرن 15 :




قال الحسن الوزان (1488-1554م)، الذي زار إقليم الشاوية عدة مرات:

"سكان تامسنا ... أحرار ذوو شوكة يتكلمون اللغة الافريقية (الأمازيغية)"




■ أنساب قبائل الشاوية :




⭐مديونة :

قبيلة أمازيغية تحدث عنها الكثير من المؤرخين ونسبها الكامل هو "مديونة بن فاتن بن تمصيت بن ضريس بن مازيغ" وهي من البربر البتر من بني فاتن من ضريسة




قال الاصطخري (850-957م) : "والبربر الّذين هم بارض الاندلس وسائر المغرب صنفان صنف يقال لهم البتر وصنف يقال لهم البرانس، فنفزة ومكناسة وهوارة و #مديونة من البتر"

وفي حديثه عن بيوتات البربر بالأندلس تحدث ابن حزم (994-1064م) عن قبيلة مديونة

وتحدث البيدق الصنهاجي (1096-1161م) عن قبيلة مديونة أثناء ذكره لقبائل كومية

أما ابن خلدون (1332-1406م) فأورد نسبها الكامل الذي يمتد الى بني فاتن من ضريسة وهم من البربر البتر

وتحدث أيضا عنها ابن أبي زرع وغيره من المؤرخين




وأبرز حواضرها نجد مدينة الدار البيضاء ومدينة أخرى تحمل نفس اسم القبيلة، وهي مديونة.




⭐المذاكرة :

قبيلة أمازيغية تنتسب لجدها "مذكور" الذي ذكره ابن خلدون والذي أعطانا نسبه الكامل وهو : "مذكور بن محديل بن دحيا بن يلاغف بن لوا بن مطماط بن فاتن بن تمصيت بن ضريس بن مازيغ"

وهي من البربر البتر، وتنتمي إلى بني فاتن من ضريسة، مثلها مثل مديونة، اللتين غالبًا ما يتم احتسابهما ضمن شعب زناتة عند البعض.

وأحد فروعها "مليلة" من هوارة حيث يقول ابن خلدون :"فمن هوار بن أوريغ مليلة وبنو كهلان"




⭐زناتة:

قبيلة أمازيغية تحمل نفس اسم القبيلة الكبرى زناتة, ونسبها الكامل حسب ابن خلدون هو "زناتة بن جانا بن يحيى بن صولات بن ورساك بن ضري بن مقبو بن قروال بن يملا بن مادغيس بن زجيك بن همرحق ابن كراد بن مازيغ"

وأبرز حواضرها نجد مدينة المحمدية او فضالة سابقا التي ذكرها الجغرافي الادريسي




⭐بني مزاب :

قبيلة أمازيغية تحدث عنها ابن خلدون ونسبها الكامل هو "مصاب بن يادين بن محمد بن زرجيك بن واسين بن جانا بن مازيغ"




يقول "بالحاج بن بنوح معروف" في كتاب العمارة الإسلامية مساجد مزاب ومصلياته الجنائزية : "فبناء على قواعد اللهجة المزابية التي يتم فيها استبدال حرف الصاد زاءً مفخمة في الكلمات وبخاصة العربية منها مثل الصوم الذي يصبح (أَزُومي) والصلاة التي تصبح (تْزاليتْ) ومن هنا تصبح كلمة مصاب مزاب" .




⭐المزامزة :

قبيلة أمازيغية تنتمي لمصمودة, فحسب المؤرخ التقي العلوي في كتابه أصول المغاربة فهم ينحدرون من أمزميز الواقعة ببلاد المصامدة جنوبا بجبال درن.

وأبرز حواضرها مدينة السطات، وهو اسم لقبيلة أمازيغية تسمى "بني صَطَّط" كانت تناصر الموحدين، وتحدث عنها البيدق الصنهاجي في القرن 12 في كتابه.




⭐أولاد بوزيري :

قبيلة أمازيغية تنتمي لصنهاجة, يقول القلقشندي (1355-1418م) : "بنو زيري - بطن من صنهاجة من البرنس من البربر" وهو ما أكده المؤرخ التقي العلوي في كتابه أصول المغاربة.

وأبرز فروعها نجد "بني ياكرين" وهي قبيلة امازيغية لواتية تحدث عنها ابن حوقل (943-988م)




⭐أولاد سيدي بن داود :

قبيلة أمازيغية تنحدر من صنهاجة، حيث يشير المؤرخ التقي العلوي في كتابه أصول المغاربة إلى أن ترجمة سيدي بنداود نفسه تقر بصنهاجيته، وهو ما يتفق عليه جميع المصادر المغربية والأجنبية التي تناولت أصل سيدي بنداود. ومن أبرز المراكز في القبيلة نجد "كيسر"، وهي نفسها "قرية إيغيسل" التي تحدث عنها الجغرافي الإدريسي، إذ تطابق الوصف والموقع الذي حدده.




⭐الزيايدة :

قبيلة أمازيغية تنحدر من صنهاجة، حيث يقول ابن أبي زرع (القرن 13) في حديثه عن قبائل صنهاجة: "وتنقسم صنهاجة على سبعين قبيلة منهم... بني زياد"، وهو ما أكده المؤرخ التقي العلوي في كتابه أصول المغاربة. وهنا نشير كملاحظة أن المؤرخ حماه الله ولد السالم في تحقيقه لكتاب البكري المسالك والممالك يرجح نسب بني زياد بتامسنا لشعب هوارة كما جاء عند البكري، والله أعلم بحقيقة ذلك. ومن أبرز مراكزها نجد بنسليمان.




⭐أولاد زيان:

تعد هذه القبيلة موضع خلاف، فـ"زيان" قد ينحدر من زغبة، أو قد يكون من "بني زيان" من زناتة. فالحسن الوزان، الذي زار المنطقة عدة مرات، أشار فقط إلى ثلاث شعوب بتامسنا، وهم زناتة وهوارة وصنهاجة، دون أي ذكر لزغبة.

والله أعلم بحقيقة ذلك.




👈أما أنساب القبائل الأخرى، ففيها سوء في التحقيق. فبحسب ابن خلدون، كان موطن بني سليم في المغرب الأدنى، وليس في المغرب الأقصى. كما حدد الحسن الوزان، الذي زار منطقة تامسنا ومنها الشاوية عدة مرات، أن سكانها يتوزعون بين ثلاث مجموعات رئيسية: زناتة، وهوارة، وصنهاجة.




والقبائل التي ذكرنا أنسابها تعود جميعها إما إلى صنهاجة، أو زناتة، أو ضريسة، والتي غالبًا ما يعدها البعض تخليطًا من زناتة. والسؤال الذي يطرح نفسه: أين اختفت هوارة التي أشار إليها الحسن الوزان؟ وأين ذهبت مصمودة برغواطة التي تحدث عنها الجغرافي الإدريسي، وهم من الشعوب الأمازيغية التي لا تُحصى؟




نجد الإجابة عند ابن خلدون، الذي عاصر في زمانه ادعاء قبائل هوارة الانتساب إلى بني سليم، ونتيجة لذلك، فمن الطبيعي تبني بعضها لأسماء قبائل سُليمية. وهذه الظاهرة لم تكن معروفة عند الأمازيغ قبل الإسلام، بل نشأت نتيجة الخلط بين الإسلام والعروبة والنسب العربي، وهو ما أكدته المصادر التاريخية، وتؤكده الدراسات الجينية الحديثة.




يقول ابن خلدون عن هوارة في ليبيا:

"وهم ينسبون في المغرب تارة في العزة، ويزعمون أنهم من بني كعب ابن سليم، وتارة في الهيب كذلك، وتارة في فزارة. والصحيح في نسبهم أنهم من مسراتة، إحدى بطون هوارة، سمعته من كثير من نسابتهم".




وبناءً على ذلك، وبما أن موطن بني سليم كان في المغرب الأدنى، وبما أن الحسن الوزان ذكر أن تامسنا كانت آهلة بهوارة، فإننا نستنتج أن معظم القبائل المتبقية في هذه المنطقة تعود أصولها إلى هوارة.




ويحقق المؤرخ حماه الله ولد السالم في قبائل الشاوية حيث قال :

"وهؤّارة هيَ من القبائل التي أطلق عليها العرب اسم الشاوية، شأنهم شأن زَناتَة ولواتة، لاتخاذهم الشاة وتعاهدهم لها، مثل هوّارة الشاوية الأمازيغ بجبل أوراس في الجزائر، وهوّارة الشاوية المستعربين بسهول الأطلسى في المغرب الأقصي."




ويضيف في موضع أخر :

"حيث ذكر الأخير (ابن خلدون) قبائل لواتة وهوّارة وزناتة، شاويّة، سواء منهُم الموطَنين في الجزائر أو في المغرب أو في مصر. فقال عن وسمّاهم زناتة: زناتة بالمغرب، كانوا شاوية يؤدون المغارم لمن كان على عهدهم من الملوك، وقال عن هوّارة: فمنهم لهذا العهد بمصر أوزاع متفرقون أوطنوها أكرَة وعبّارة وشاويّة، وقال عن هوّارة أيضا: فبايعه (أي: عبد الحق المريني) من الظواعن (أي: الرّحَّل) الشّاوية، والقبائل الآهلة (أي: المستقرة)، هوّارة وزكّارة، وقال عن لواتة؛ ومنهم أوزاع (أي: فِرَقٌ) مفترقون بمصر وقرى الصعيد شاوية وفلاحين. ومن الغريب أيضا، أنّ القبائل الشّاوية في أوراس اليوم، تنتمي كلها تقريبا إلى قبائل هوّارة وزناتة ولواتة، وهم سواء في الجزائر، أو في المغرب، أو في مصر"




فيتضح أن الشاوية هم من زناتة وهوارة ولواتة حسب ابن خلدون، وتنضاف لهم صنهاجة حسب الحسن الوزان. هذا إضافة إلى العنصر المصمودي الأصيل في تامسنا المتمثل في برغواطة حسب الجغرافي الإدريسي.




⭐الأعشاش، أولاد علي، السوالم:

ويحقق المؤرخ حماه الله ولد السالم في نسب قبيلة الأعشاش حيث قال :" أنّ قبائل: الأعشاش ... تنحدر من المُسَمّى: سيّار (صيّار؟)، الذي ينتمي إلى قبيلة هوّارة"

وفي موضع اخر قال : "وتعيش مع هذه القبائل الثّلاث قبيلة أخرى شاويّة كبيرة، تنحدر من هوّارة أيضا، هي قبيلة الأعشاش وأولاد سالم (السوالم) و أولاد علي"

وبالتالي فالقبائل الثلاث كلها تنحدر من هوارة.




⭐أولاد سعيد :

قبيلة مقسمة إلى 6 بطون، واثنان منها ينتميان إلى لواتة، مما يحيلنا يقينًا إلى أن نسب سعيد يعود إلى لواتة. نجد قبيلة كدانة أو جدانة، وهي من لواتة حسب ابن خلدون. كما نجد قبيلة مزورة، وهي من لواتة أيضًا حسب ابن حوقل في القرن 10. ويقول القلقشندي (1355-1418م) في كتاب قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان: "من بطون زنارة أيضًا: بني أبي سعيد".




⭐أولاد حريز :




يعد الجد حريز موضوعًا خلافيًا، حيث ينسبه البعض إلى سليم وآخرون إلى معقل، مما يجعل تحديد نسبه أمرًا صعبًا. وتعد تسمية "حريز" شائعة بين الأمازيغ أيضًا، إذ نجدها في كتاب البربر في الأندلس لمحمد حقي، حيث يتحدث عن أحد التوار في الأندلس من بني هابل، وهو منذر بن حريز بن هابل. من الواضح أن الأمازيغ أيضًا يستخدمون هذه التسمية.




وفيما يخص الشاوية، يوضح المؤرخ التقي العلوي قائلاً: "وعلى الرغم من الأصول البربرية لشاوية الشمال الإفريقي عامة، فهم مستعربون حاليًا في أغلبهم. وهذه هي حالة شاوية تامسنا بالمغرب الأقصى التي ينحدر معظم أهلها من زناتة ومصاب وبني ورا ويني يحفش ومغراوة وبني يفرن ومديونة، وفيهم عناصر من بقايا البرغواطيين وبني حسان الغماريين، كما توجد فيهم عناصر صنهاجية ومصمودية وهوارية."




ويضيف أن تامسنا تضم عناصر مصمودية من برغواطة وحتى غمارة، إذ كانت مناطق غمارة في عهد ابن خلدون متصلة جنوبًا بتامسنا. وعليه، وكما هو معلوم فالمرينيين طردوا العناصر العربية من إقليم تامسنا، مما يجعل نسبة حريز إلى أصل عربي بعيدة عن الصواب. وبعد التحقيق في الشخصيات التاريخية، نجد أن البكري في القرن العاشر ذكر "أبو محمد حاميم بن من الله بن حريز بن عمرو بن وجفوال بن وزروال"، الذي كان من أصل مصمودي.




يقول التقي العلوي في كتابه أصول المغاربة حول أصول أولاد صالح الذين يتواجدون في أولاد حريز : "تقول أسطورة محلية أن أولاد صالح ينحدرون من برغواطة". ومن خلال ما سبق، نستنتج أن أولاد حريز لهم أصول مصمودية وبرغواطية واضحة.




■ دراسة جينية حول قبائل الشاوية :




قامت هذه الدراسة بتحليل جينوم قبائل الشاوية في المغرب، وخلصت إلى أن سكان آزرو في الأطلس هم الأقرب إليهم جينيًا، حيث تكتلوا معهم. وقد ذكرت الدراسة: "تم تصنيف سكان الشاوية ضمن مجموعة سكان شمال غرب إفريقيا، وكانوا الأقرب جينيًا إلى بربر آزرو."

الدراسة واضحة وتشير إلى الأصول الأمازيغية القوية لدى قبائل الشاوية، كما أثبتت ذلك المصادر التاريخية. وإذا قمنا بطرح هذا السؤال على الذكاء الاصطناعي مع إعطائه محتوى الدراسة، سيقول لنا: "هذا يعني أن الشاوية لديهم جذور أمازيغية (بربرية) قوية".




ومن المعلوم أن آزرو تقع داخل جبال صنهاجة تاريخيًا، ضمن المجال الذي حدده ابن خلدون، وتحديدًا في قبيلة بني مكيلد الصنهاجية، حيث قال الناصري في الاستقصا: "صنهاجة يشتمل على أفخاذ كثيرة مثل بني مكيلد."




ومن الطبيعي أن تتكتل قبائل الشاوية مع صنهاجة، نظرًا للحضور الصنهاجي القوي فيها، والذي يتمثل في قبائل أولاد بوزيري، وأولاد سيدي بنداود، والزيايدة.
الأحد، 2 مارس 2025

عملاق سيغوربي: الدليل الجيني يؤكد أمازيغيته ويفضح الأساطير العروبية



عملاق سيغوربي: الدليل الجيني يؤكد أمازيغيته ويفضح الأساطير العروبية



المختبر الامريكي العالمي FTDNA يُعلن ان رفات الاندلسي المسلم المعروف ب عملاق سيغوربي هو امازيغي أبا عن جد بالدليل الجيني الدامغ وهو ما ينضاف الى باقي الدراسات الجينية السابقة التي اثبثت ان جميع عظام المسلمين التي تم تحليلها في الاندلس سواء في جنوب فرنسا ان في اسبانيا او حتى هضاب اسكوتلاندا تحمل جينات وسلالات امازيغية خالصة ولا تمت للاعراب في قطر واليمن والسعودية وآسيا عامة بأية صلة، العلم الجيني الدّامغ يواصل فضح عورات واكاديب المشارقة ومواليهم المستعربين في بلاد الامازيغ.


أضافت FTDNA هذا الأسبوع رفات "عملاق سيغوربي" الأندلسي إلى قائمتها الخاصة بـ "الاتصالات البارزة" (Notable Connections)، بعد أن أظهرت التحليلات الجينية أنه كان يحمل السلالة E-L19، وهي السلالة الأب للمجموعتين الجينيتين E-M81 و E-PF2431، هذه النتيجة تضاف إلى سلسلة من النتائج المتعلقة بالرفات التي تنتمي للسلالة E-L19 في مشجرة FTDNA، ومن أبرزها رفات أفري ن عمر أوموسى في المغرب، الذي يُعد الأقدم لحد اللحظة حيث يعود تاريخه إلى حوالي 7000 سنة قبل الحاضر.


و في النص الذي تحدث فيه الشركة عن الرفات , فقد أشارت بصريح العبارة أن عملاق سيغوربي ذو أصول أمازيغية شمال افريقية لسبب واضح و مباشر و هو حمله للسلالة الجينية الذكرية E-L19 و التي تعتبر السلالة الأب لكل من E-M81 و E-PF2431 , وهذا أمر طبيعي , متجاوز , ولا شيئ جديد فيه فالمجتمع العلمي يتفق على أن السلالة E-L19 بفرعيها E-M81 و E-PF2431 هي سلالة أمازيغية شمال افريقية وكل من يحملها فهو ذو أصول أمازيغية شمال افريقية مهما كانت اثنيثه الحالية.


اليكم نص تعريف الرفات من الشركة :


"في القرن الحادي عشر في سيغوربي، قرب فالنسيا، عاش رجل استثنائي اكتُشفت رفاته في مقبرة بلازا ديل ألمودين عام 1999. عُرف بين علماء الآثار باسم "عملاق سيغوربي"، وكان شابًا في العشرينيات من عمره، بلغ طوله 190 سم (6 أقدام و3 بوصات)، أي أطول بـ 25 سم من أي شخص آخر دُفن في نفس المدفن. دُفن وفقًا للتقاليد الإسلامية، حيث وُضع على جانبه الأيمن موجهًا نحو مكة.

يكشف التحليل الجيني عن إرث مذهل: فقد حمل علامات وراثية أمازيغية شمال أفريقية من كلا والديه، ومع ذلك، كان أكثر من نصف تركيبته الجينية محليًا إسبانيًا، مما يعكس الامتزاج الثقافي في الأندلس. وعلى الرغم من أن أجداده قدموا من شمال غرب إفريقيا، إلا أن تحليل النظائر يشير إلى أنه وُلد وترعرع في شرق إسبانيا، مما يدل على أنه كان ينتمي إلى مجتمع مستقر اندمجت فيه تمامًا الأصول الشمالية الإفريقية والمحلية.

وعلى الرغم من تعرضه لفترات من المرض أو سوء التغذية في طفولته، فقد نما إلى طوله المذهل. وكان نظامه الغذائي مميزًا عن أفراد مجتمعه، إذ كان يعتمد أكثر على اللحوم والحبوب بدلًا من المأكولات البحرية الشائعة في هذه المنطقة الساحلية.

تُعد رفات هذا العملاق، التي اكتُشفت عام 1999 في المقبرة الإسلامية، دليلًا علميًا بالغ الأهمية عن المجتمع الإسباني في العصور الوسطى. فقد كان إرثه الجيني شائعًا في زمنه، لكنه أصبح نادرًا في فالنسيا الحديثة بعد طرد المسلمين من المنطقة في القرن السابع عشر. ويُسهم حمضه النووي في توثيق التغيرات الديموغرافية الدراماتيكية التي حدثت خلال مرحلة استعادة المسيحيين لإسبانيا."

و فيما يخص كون العينة متوقفة على مستوى السلالة *E-L19 فهذا يضعنا أمام احتمالين , سواء كون الرفات فعلا في مستوى بازال السلالة E-L19 , أو أنها ستنتمي لتفرع سفلي سواءا تحت E-M81 أو E-PF2431 لكن لم يتم تحديده بعد بسبب عدم وجود تغطية كافية

وأخيرًا، يجب الإشارة إلى أن السلالة E-L19 ليست الوحيدة التي تكوّن المجتمع الأمازيغي، إذ يوجد أمازيغ ينتمون إلى سلالات أخرى أيضًا.


منقول