هناك الكثير من الممالك المنسية في التاريخ الأمازيغي و لولا بعض الكتابات الرومانية التي ذكرتها و بعض الآثار البارزة لما عرفنا عنها شيئا بسبب تخاذل دول شمال إفريقيا في التنقيب عن تاريخها الضارب في القدم.
من بين هذه الممالك الأمازيغية القديمة هناك مملكة الموريين و الرومان التي ظهرت في العصر الوندالي و البيزنطي أي بين القرن الخامس و السادس ميلادي بعد تفكك الإمبراطورية الرومانية. و حكمتها سلالة أمازيغية زناتية مسيحية الديانة من غرب الجزائر.
عاصمة هذه المملكة هي مدينة ألطافا قرب تلمسان في الجزائر و أول من تكلم عنها المؤرخ الروماني بروكوبيوس القيصري في القرن السادس ميلادي حيث ذكر في كتابه #حرب_الوندال الجزء الأول ثلاث حكّام لهذه المملكة و هم الملك #ماسوناس ملك الموريين الذي كان يلقّب نفسه #إمبراطور_الموريين_و_الرومان و ذكر كذلك والده الملك #ميفانياس كما ذكر الملك #ماستيغاس الذي خلف الملك ماسوناس و كانت المملكة زمن ماستيغاس (حوالي 535م) من أقوى الممالك في شمال إفريقيا تسيطر على جميع أراضي موريتانيا القيصريه عدى مدينة القيصرية ذاتها (شرشال حاليّا) أي أنها سيطرت على غرب و وسط الجزائر إلى شرق المغرب و كان ملوك مملكة المور و الرّوم معادين لمملكة الوندال في قرطاجة مما جعل ملكها ماسوناس و كذلك ماستيغاس من بعده يتحالف مع البيزنطيين ضد الوندال ثم انقلب الملك #غرمول على البيزنطيين فيما بعد و حاربهم مما أدى إلى تفكك المملكة تحت ضربات بيزنطة و لكنها لم تنهار بل صغر حجمها و أصبحت تعرف بمملكة ألطافا التي استمرت على الأرجح إلى غاية مجيء الإسلام.
من بين الآثار التي بقيت من هذه المملكة هناك نقيشة لاتينية تعود لسنة 508م اكتشفت في أنقاض العاصمة ألطافا و هي تمدح الملك ماسوناس و تذكر بأنه مسيحي و أنه إمبراطور الموريين و الرومان كما وجدت قطع نقدية خاصة التي تعود للملك ماستيغاس حوالي 535م و يجدر القول كذلك أن تلك الفترة توافق بناء أهرامات لجدار بتيارت فمن الأرجح أن تكون تلك الأهرامات أضرحة و مدافن تعود لملوك مملكة المور و الروم.
المراجع:
بروكوبيوس القيصري حرب الوندال الجزء الاول
The moorish kingdomes and the written wold, Andy Merrils
0 التعليقات:
إرسال تعليق