الهـــمامــــة قبيلة تونسية أمازيغية تمتد إلى واد سوف و اجزاء من تبسة و سوق أهراس
هي أكبر القبائل التونسية الامازيغية عددا ( أكثر من 50 ألف نسمة ) و أشدها بأسا. تسيطر على المجال الممتد بين قفصة و مجال المثاليث و جلاص، جنوب الفراشيش و ماجر حتى حدود منطقة الجريد حسب توصيف بيليسي.
و المتداول أن الهمامة من القبائل الامازيغية الضاربة فى القدم كما أشار إلى ذلك ليون الافريقى الحسن الوازن
واخر الدرسات اثبتت انهم امازيغ اقحاح فى دراسة جديدة قامت بيها اليابان وكدلك المركز التونسى لدرسات الجينوم
تنقسم هذه القبيلة إلى 3 عروش كبرى تتوزع كالتالي :
* أولاد عزيز: في الجنوب الغربي لبلاد قمودة و بلاد الهيشرية(الهيش وبالامازيغية تعنى الافعى مفرد هاشية) و بلاد الرقاب و يتفرعون إلى
أولاد عبد الكريم – فطناسة ( هاجرت من الجنوب بالتحديد "توزر" إلى بلاد باجة في الشمال و يبدو أنهم من بقايا قبيلة فطناسة البترية البربرية انضموا لاحقا إلى الهمامة ) – الردايدية – أولاد بالهادي – أولاد مبارك – أولاد محمد – البدور – الوذانية – أولاد يحي – أولاد ثليجان ( انتقلوا إلى ناحية زغوان )
* أولاد رضوان : شمال غربي بلاد قمودة الخصبة و جزء من بلاد الهيشرية و الحنية و يتفرعون إلى أولاد مسعود – الحرشان – أولاد سيدي سليمان و خليفة بن عرفة – أولاد عكريم – القمامدية – أولاد سلامة – أولاد ساعي – أولاد محمد بن خليفة – أولاد عمارة – أولاد مبارك – أولاد منصر – النوايل – أولاد سي بالقاسم بن نصيب – أولاد موسى بن رضوان – أولاد علي بن تليل(تليل بالامازيغية تعنى البحر ) – المليكات – أولاد يوسف – أولاد أحمد – أولاد بو علاق – الخدمة – الحوامد – أولاد عبيد – أولاد محمد – أولاد شابو – العمايمية – أولاد بية
* أولاد معمر : ببلاد عمرة على مشارف قفصة و كذلك ببلاد السقي و الصحراء أو بلاد الطرفاوي الممتدة من الجنوب الغربي لمدينة قفصة حتى الشمال الشرقي لبلاد الجريد ويتفرعون إلى
أولاد بو يحي – العكارمة ( القوادر و الشرطان ) – المقادمية – أولاد زيد – أولاد دلال – الزعابطية – المداعسة – الهناشرية – النجايمية – أولاد العابد – أولاد وهيبة – أولاد شريط – الخمايلية – أولاد خميلة – أولاد عمران – السواعي – أولاد عليم
ازدادت هذه القبيلة قوة و بأسا بعد العودة إلى المناطق المحيطة بقفصة و ذلك باندماج و انصهار هده الجموعات بالمنطقة مثل القمامدة و الحوامد و أولاد سيدي بوزيد و فطناسة.. و الجبالية المتمركزون في المناطق الجبلية كالعيايشة و بوسعد و بوعمران و السند.
اشتهر الهمامة بالفروسية و شدة البأس، و يروى أنهم كانوا يدربون أطفالهم في سن مبكرة على ركوب الخيل و القتال، و يتمتعون بسمعة سيئة لدى السلطة المركزية و جميع القبائل و المدن المجاورة . فهي قبيلة تعتمد الإغارة على القبائل الأخرى ونهب القوافل ومخزن الجباية المتجهة إلى تونس كعادة البربر .وصفهم بيليسي بقطاع طرق إذ يقول " هؤلاء الأهالي رغم ضعفهم فإنهم مشاغبون و خاصة الهمامة المعروفين بذلك . و حسب ما شاهدته فهم كذلك و قد وصل بهم الأمر إلى نهب جنود المشاة النظاميين ..". و يذكر أن غارتهم امتدت إلى صفاقس ( حيث كانوا يقطعون الطريق بين قفصة وصفاقس ) والساحل وسوسة .
يقوم نمط عيش هذه القبيلة البدوية أساسا على تربية الماشية و تتصرف في ثروة حيوانية هامة بالمقارنة مع القبائل المجاورة و لا ينافسها في ذلك إلا قبيلة جلاص . و عموما كان الهمامة يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة بمجالهم القبلي الشبه الصحراوي ، و للتغلب على هذه المصاعب ارتأوا عدة حلول منها
• الهطايا : وهي انتقال بعض العشيرة أو كلها صيفا إلى افريقية أو منطقة خصبة أخرى للحصاد مقابل الحبوب.
• الخرافة : وهي انتقال بعض العشيرة أو كلها خريفا إلى الجريد لجني التمور مقابل نسبة من المحصول أو إلى الشمال حيث يكثر فيها ثمر الصبار "الهندي" و هو ما يوفر مخزونا هاما من العلف لماشيتهم .
• التجارة : مقايضة التمر بالقمح لدى أهل افريقية و الجراد الناضج بالتمر لدى أهل الجريد أو جلب الدخان و الأسلحة من سوف (بالجزائر ) وبيعهما في الجريد وقفصة والبوادي.
• الامتناع عن دفع الجباية: أو دفعها مواشي أو المماطلة في الدفع.
•الغارات : فميعاد الهمامة كثيرا ما يطلب من القايد أن يمهلهم في دفع الجباية حتى ينهبوا و يغزوا .
وفي النصف الأول من القرن 18 م بدأ تداول لفظ " الهمامة " على نطاق واسع لأسباب لعل أهمها"حسينيتها" فقد كانت من أهم القبائل المخزنية التي توفر المزارقية لمحلة الباي وكان لهم مكانة هامة لدى البايات الحسينيين، إذ تغافلت السلطة في بعض الأحيان عن تجاوزات الهمامة وإغارتهم على القبائل المجاورة وفي بعض الحالات ينحازون إليهم خاصة إذا كان الطرف الآخر من المحسوبين على الشق الباشي مثلما وقف الباي إلى جانب الهمامة في نزاعهم مع الفراشيش و ماجر حول سهل " قمودة
0 التعليقات:
إرسال تعليق