الأعراس بإفران الأطلس الصغير
العرس مقام احتفالي ، ساحة فرجة ، مسرحية شعبية لا تعترف بالمنصة ولا بالنص ، وإنما تصنع مجالا منفتحا بطلاه العروسان وممتلوه أهل القبيلة رجالا ونساءا شبابا وأطفالا ، وزمانه ممتد أيام متتالية يتحول فيها بيت أهل العريس إلى قبلة يحج إليها الناس مهنئين مباركين ، تحكي الذاكرة هنا بقبيلة تنكرت مجموعة من الطقوس ذات دلالات رمزية تمارس في العرس أهمها :
أسيكل " الخطبة "
معلوم أن الخطبة وعد بالزواج وليس بزواج (1) وحكمها الجواز وقراءة الفاتحة وما جرت به العادة والعرف من تبادل الهدايا.
وجرت العادة قديما ألا يختار الشاب المقبل على الزواج الفتاة التي ستكون شريكة حياته ، بل يتكلف الأب باختيار العريس لإبنه وكثيرا ما يتم طلب يدها في الأسواق أو في الواحات "تاركا" أو دار تانست (2) أو في مكان عام اخر ، عندئد يحدد موعد رسمي للزيارة وطلب الفتاة رسميا إذ يتم إرسال أم العريس وهي حاملة كيس من الدقيق " تامشغلت " (3) وقالب واحد من السكر ، وما أن يفتح الباب حتى تبادر أم العريس أهل العروس بعبارة "إمدكون ربي" فتجيب أم العروسة " برك" ذاكرة اسم الأم وهنا يتم الإتفاق رسميا عن يوم الخطبة علانية (4).
أس نتجمعت :
يوم الإعلان الرسمي عن الخطبة بعد اتفاق أم العريس على يوم مجئ والي العريس وأسرته لطلب يد الفتاة علانية ، يقوم أهل العريس بإرسال كيسا من الدقيق إلى بيت العروس لطهي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) شرح مدونة الأحوال الشخصية ، الجزء 1 ، الأستاذ عبد الكريم شهبون ، ص : 34
2) دار تناست = مكان بالواحة حيث يجتمع المكلفون بمراقبة توزيع المياه على الفلاحين
3) تامشغالت = شبيهة بإناء وهي مصنوعة من جريد النخيل
4) رواية شفوية : فاطمة حسون ، 50 سنة ، دوار مسجد الجمعة
1) شرح مدونة الأحوال الشخصية ، الجزء 1 ، الأستاذ عبد الكريم شهبون ، ص : 34
2) دار تناست = مكان بالواحة حيث يجتمع المكلفون بمراقبة توزيع المياه على الفلاحين
3) تامشغالت = شبيهة بإناء وهي مصنوعة من جريد النخيل
4) رواية شفوية : فاطمة حسون ، 50 سنة ، دوار مسجد الجمعة
الخبز في الفرن التقليدي "افرنوا" والدبيحة " تغرسي" وفقا للعادة التنكرتية ، أما باقي الأشياء
التي يذهب بها أهل العريس إلى أهل العروس في هذا اليوم فهي : الحطب ، الحبوب ، السمن ، الحداء " ادوكان" لكل أفراد عائلة العروسة تم الحناء (1) بالإطافة إلى بعض الأمور الأخرى حسب الإستطاعة المالية للعريس ، ويحمل هذا كله في جو من الصمت ، وهذه ميزت تنكرت ، وعندما يصل أهل العريس إلى منزل أهل العروس حاملين معهم ما تبقى من الهدايا المشروطة ، يرحب بهم أهلها فيقدمون لهم الشاي مع خليط من الفواكه الجافة كالثمر واللوز...
وقبل وضع موائد الطعام التي تشمل طواجين اللحم وخبز افرنوا يقدم لهم أولا صحون من السمن والعسل وزيت الأركان وزيت الزيتون الحرة المحلية ثم يليه الفواكه ، وبعد ذلك يقام أحواش إحتفالا بالمناسبة في بيت العروسة ، وبعد الإنتهاء من الرقص وغالبا ما يكن التوقيت قريب من صلاة الفجر يتم الإتفاق بين أهل العريس وأهل العروس على موعد الزفاف ، وقبل وصول هذا الموعد فإن العريس ملزم ومع حلول أية مناسبة أو عيد بالمبادرة بإرسال بعض الهدايا والملابس إلى العروسة وهو مايسمى عند الإفرانيون ب : البروك لعيد
أس إيزيض :
قبل أسبوع من العرس تقوم أو العريس باستدعاء نساء القبيلة إلى بيتها من أجل تنقية الزرع وتنطيفه من الشوائب ، حاملات معهن أطباقا من الزرع كمساعدة منهن ، وبعد التنقية بواسظة " تشيشت" (2) يتم أخد الشوائب في " تشيشت" رفقة خلخال من الفضة وتحملها فتاة غير متزوجة ولها أب وأم وتمنع على اليتيمة حمله ويتبعها أهل القبيلة بالزغاريد والأهاجيج متجهين نحو " امي لعين" أحد العيون المائية المتواجدة بواد إفران وسط قبيلة تنكرت ، وهناك فوق العين المائية يتم إفراغ الشوائب ومعها الخلاخل الفضي ، وهنا يبدأ الصراع بين الفتيات والفتيان معتقدين أن من وجد الخلخال سيتزوج قبل مرور العام (3)
اس الحناء ويسمى كذلك تضوضين
قبل ليلة العرس بليلة واحدة تقوم العروسة باستدعاء كل فتيات الدوار وكذا صديقاتها من أجل إعداد الحناء وهو مسحوق أخضر يستخلص من أوراق شجرة خضراء اللون حيت تقوم الفتيات بطحن الحناء هذا في " ازرك " وتقوم العروسة بخضب يديها فقط ، حتى توحي للجميع بعدريتها ، وتقوم بعملية الخضب إحدى النساء يشترط أن تكون " تامزوارت" (4) وتستعين في عملية الخطب بالدمليج من الفضة ، وبعد الإنتهاء من ذلك ، تتلقى العروس التهاني من أعمامها وأخوالها وأهلها وصديقاتها
اس نتمغرا " يوم العرس"
يبتدئ حفل العرس صباحا في بيت العريس حيت يستدعي أهل هذا الأخير أقاربهم وجيرانهم ، لإعلان فرحتهم أمام الملا في جو تعمه الأغاني " التيات" والأهازيج والزغاريد وفي الليل يتوجه
أب العروس وكبار السن من الرجال فقط من عائلة العروس وكذا من تم اختيارهم من الدوار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) الحناء : مسحوق أخضر يستخلص من أوراق شجرة خضاء اللون : معلمة المغرب ، الجزء 10 ، مطبعة سلا ص : 3375
2) تشيشت : إناء منبسط مصنوع من جريد النخيل
3) رواية شفوية : فاطمة حسون ، 50 سنة ، دوار مسجد الجمعة
4) تامزوارت : تعني الزوجة الأولى في حياة زوجها والأول في حياتها
رفقة شيخ القبيلة والعدول إلى بيت أهل العروسة ويجتمعون في غرفة لعقد النكاح الذي يحدد فيه
قيمة الصداق " لقيمة" حيث أنه بمجرد شربهم الشاي يتوجه أب العروسة إلى زوجته أم العروسة حيث تسلمه أربعة أو خمسة أطباق مصنوعة من جريد النخل تدعى " تشيشيت " تكون مليئة بالحلي والألبسة والأفرشة والهدايا ، إضافة إلى الصندوق الخشبي الذي يهديه والد العروس إلى ابنته ثم هناك " تولكت"وهي مصنوعة من جلد الغنم وهي للإشارة ضرورية (انظر الصورة رقم 26) . وفي الأخير يتم تقييم كل ذلك بالثمن المناسب ، وغالبا ما يؤدي النقاش حول التقيم إلى مشاحنات وشجار بين ولي العروس والنائب عن العريس حول الأثمنة ، حيت يضخم ولي العروس الثمن ، ويستهين نائب العريس بقيمة الشيئ ويكون ذلك موضوع الخلاف .
وبعد الإتفاق يثبت الثمن في عقد الزواج (انظر الوثيقة رقم 6) ويعتبر العريس مسؤولا عن هذه القائمة إن ضاع منها شيئ . وفي النهاية يقدم لهم الطعام والفواكه الطازجة ثم يختتمون بالدعاء فيرجعون إلى بيتهم (بيت العريس) وما أن يصلوا حتى يجدوا الأهل مستعدين بدورهم للخروج من أجل جلب العروسة ، بحيت أنه بعد تناول الحضور الطعام والشاي ، تقوم أم العريس بالطلب من النساء الحاضرات لمرافقتها لبيت العروسة "أكدود" وعند اجتماع الكل من الرجال والنساء والأطفال مشكلين ما يسمى عند التنكرتين أكدود في اتجاه بيت أهل العروسة وغالبا ما يكون ذلك حوالي التاسعة صباحا إلى غاية العاشرة صباحا . وفي الطريق تردد الأغاني والأهازيج والزغاريد في إطار ما يسمونه " تنكيفت" ومما استطعنا الحصول عليه من خلال الرواية الشفوية (1) حول مضامين تنكفت ما يلي :
أبسم الله الرحمان اورحيم
سيدي احماد اوموسى كيد اضار زوراح
كيد افوس كروياح
رواحت اطلب اولا امغارن
رواحت اكل ديدون مونح
اولكني اتزنين مزينين (2)
ابراح سوبراح ، ممشيح تمغرانس ادشين تن اوي
وعند وصولهم أو مرورهم قرب المقبرة يرددون :
اييتوعمارد اخوتي عدراتنح
وعند وصولهم مدخل دوار العروسة يرددون :
اييت اوكادي اد اوي السلام عليكم
ربي اداحد اكان تغوسنغ دارون
تاغوسانغ تينون ، تغاوسا تينربي (3)
وعند وصولهم باب بيت أهل العروسة يرددون :
اسلم عليكم اويد نوفا
اسلم عليكم اويد نوفا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) رواية شفوية : فاطمة حسون ، 50 سنة ، دوار مسجد الجمعة
2) الاطفال الصغار
3) الامر لله وحده والارزاق بيده
ويجيب عليهم أهل العروسة :
عليكوم اوسلام اويد غوينين
عليكوم اوسلام اويد غوينين
منيد تكام منيد ....
ويجيب عليهم أهل العريس " اكدود" :
تيفوست اوكال ادنكا
امدكيون نربي ضيفت الله الجواد
ويجيب عليهم أهل العروس :
بركامت ، بركامت ، ءاتيسعديين مرحبابكم
ففي هذا الحوار الغنائي يدعوا أهل العريس بأنهم عابري سبيل ، فيجيبهم أهل العروس بالترحاب ، ثم يبينون سبب مجيئهم : " ربي اداحد اكان تغوسنغ دارون" بأن الله حصر مرادهم في هذا البيت لذلك أتوا فيجيبهم أهل العروس بالموافقة وبالترحاب . ويتم الترحيب بهم بواسطة الكلام الطيب وأنواع العطور ليفتح الباب للجميع فيتوجه الرجال إلى المكان المخصص لهم وتتوجه النساء بدورهم إلى المكان المخصص لهم وغالبا ما يكون في وسط البيت " أسراك" وقبل جلوس النساء يتم الترحيب بالمرأة الحاملة ل "تشيشت ولزار" ومن شروط هذه المرأة أن تكون غير مطلقة وفي زواجها الأول وغالبا ما تكون من عائلة العريس وتشيشت تتوفر على مجموعة من الأشياء : لزار ، احايك ، تسبنيت ، ادوكان ، الحناء ، تسنت ، تمشط ، والفصة ، وأشواك النخل ، ثم الرزة . ومما يردد في أحواش الليزار ما يلي :
ادابسم الله اورحيم الرحمين
الفال اومليل ادان ازور اتاونزا
غيكاد ازوار اودوكوا اليزار
الغازي علي امارديك امون ايغزو
ايزر تروا ربانين فالخير ابدا
وبعد النهاية يحلس الجميع إلى طبلة الشاي ثم وجبة الغداء ، وبعد النهاية من الأكل يقوم الجميع لأحواش قليلا في انتظار استكمال أهل العروسة استعداداتهم لمرافقة إبنتهم نحو بيت الزوجية . حيث تقوم المرافقات لعائلة العريس بالمطالبة بإرشادها نحو الغرفة حيث العروسة وحيث سيتم إعداعها وإلباسها لباس العروسة ، ومن المقاطع المتواترة حول مضمون هذا الطلب ما يلي :
ماس اونيراويانحدانير
ماس اونيراويانحدانير
اتنكلوا حلحرير دورغ
اتنكلوا ناويت سدارنح
ثم يرددن كذلك :
صيفداتاغ يكوك ؤغارس
صيفداتاغ يكوك ؤغارس
فيجيب عليهم اهل العروس :
ءيغ ياكوك ثنسيم غ د ارنغ
اهل العريس :
نفلن تاروا مزينين.تاروا ءيمغارن
اهل العروس :
كان ءيمغارن ءافيند وياض
ثم مباشرة بعد دلك يثم توجيه أحد قريبات العريس مع حاملة ليزار وإحدى قريبات العروسة إلى الغرفة حيث توجد العروسة وما أن يدخلن الغرفة حتى يزغردنا ثلاث مرات ثم يلقين بلزار فوق رأس العروسة مشكلات دائرة محيطة بالعروس وبعد ذلك تبدأ حاملت لزار بمساعدة إحدى قريبات العروسة بإلباس العروس ، وأثناء ذلك يرددن " تنكيفت" :
بسم الله رتكشمت تملسة نوحطيك ، اتفاغت تينام
بسم الله ردكشمغ تملسة للافاطمة
وهكذا تبدأ مراسيم إلباس العروس ، وأول ما تبدأ به البسملة ، وتشبيه هذا اليوم بعرس فاطمة الزهراء إبنت الرسول صلى الله عليه وسلم ، زوجة الإمام علي كرم الله وجهه ، وتشبيه إيزار العروس بإزار فاطمة الزهراء ، وفي الوقت نفسه يقومون بطلي شعر العروس بقليل من الحناء ثم يحجبون وجهها بثوب أحمر من الحرير يسمى " تسبنيت" ويدعى القطيب ، ثم تلف في الإيزار الأبيض ، ويضعن على رأسها الفصة (1) والحباق(2) ، الذي يعتبر رمزا للخصوبة والعطاء ويتم ذلك بعمامة بيضاء تدعى " تخسيت " (3) وهي لإحد أفراد عائلتها حتى تبقى على علاقة وطيدة مع أفراد أسرتها (انظر الصورة رقم 27).
والعروس طيلة اللباس لاتنقطع عن البكاء بأعلى صوتها مرددة : " أيميحنانو...أباباحنانو" (4) وبعد ذلك ينادى على أخيها إن كان أعزبا أو أحد أبناء العائلة العزب كإبن عمها مثلا ليلبسها الريحية الحمراء " إيدوكان" حيث يضع وسطها خاتم من فضة أو بعض النقود قبل أن تلبسه العروس وطوال فترة اللباس يتم رفع تانكيفت :
ايلينو اداك أورتالتي
استمام كدام اسوتلن
استمام غيد اولا غين تريت (5)
اما عند دعوة اخوها فهن يرددن :
اكماس نتسليت الاس ادوكو
اكماس نتسليت الاس ادوكو
تاويد اقندار ماكيس إيتيلين
وفي الختام تقوم إحدى قريبات العريس من الجهة اليمنى وإحدى قريبات العروسة من الجهة اليسرى (انظر الصورة رقم 28) برفع العروسة من الأرض 3 مرات مرددات :
بيد ارمان ...بيد ارمان
بضو دواكال ...اكورباكن تازانين
وفي الأخير يتم إخراج العروسة من بيت اهلها ، وقبيل خروجها من عتبة بيت أهلها ترفع النساء التيات مرددات :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) الفصة : عشب أخضر شبيه بالنعناع ، انظر معلمة المغرب الجزء 10
2) الحباق : نوع عشبي لا يتعدى علوه 30 او 40 سنتيمتر دو أوراق بسيطة عطرة . معلمة المغرب الجزء 10 ص : 3310
3) تخسيت : هي عبارة عن توب أبيض لا يقل طوله عن 4 أمتار وعرضه عن نصف متريضعه الرجل الأمازيغي فوق رأسه حماية له من أشعة الشمس ويطلق عليه بالعربية " العمامة "
4) كتاب كشف خبايا وأسرار الجنوب ، الجزء 1 مطبعة إدكل الرباط سنة 2002
5) رواية شفوية : فاطمة حسون ، 50 سنة ، دوار مسجد الجمعة
فتاس رضانون الوالدين
فتاس رضانون الوالدين
اتسليت تدامت ادام إيعرض الخير
تيسورا نبابام اورتنتيويت
ايكي لعتوبات أحنيت لانت
وبهذا المقطع تكون العروسة قد ودعت بيت أبويها نحو بيت زوجها ، وغالبا ما تنقل على ظهر الدواب " تاسردونت " وقبل رفعها فوق الدابة يردد النساء :
اعمي كماس نبابا اليي ادسودوح
تكميي حلحجاب
ليتم بعد ذلك تغطية الجميع بثوب كبير ، حيث يقوم عم وأخ العروسة برفعها بأيديهم فوق الدابة دون ان يراهم أحد . وفي الطريق الى بيت العريس تردد جموع النساء المرافقات لها :
أللا فاطمة كمي دسيدنا علي
أمويكفا ربي زين
أتاروا ندعمي أيغانيمن رودانين
وعند الوصول الى باب بيت العريس (انظر الصورة رقم 29 ) ، يردد النساء تانكيفت 3 مرات ثم يردد الرجال بدورهم :
" وانزار أربي ... وانزار أربي ، سوفلا سوفلا " 3 مرات ، ثم يقوم العريس برمي الملح بداية ثم الثمر واللوز على الجميع فيما يسمى عند التنكرتيين " الزبيب " (1)، وقبل السماح للعروسة بالدخول يقوم أهل العريس جميعهم بدون استثناء وحتى دوابهم بالخروج من البيت ، ويتقدمهم العريس مستقبلا عروسته باللبن حيث يشرب منه 3 مرات وتشرب منه العروسة 3 مرات . وفي النهاية يتم ادخال العروسة الى غرفتها .
ومن العادات المتيرة للجدل في تنكرت انه بعد إدخال العروسة الى غرفتها وتجليسها في الزاوية اليمنى للغرفة ، تجلس المرافقات لها من اهلها قربها في الغرفة ، ولا يمدهم أهل العريس بالماء والمأكل إلا عندما يطلب منهم ذلك من طرفهم وذلك بترديد :
البابور أويانحد أمان ها لبراد إطيب أوكان
سكار سكار ستازكوين
تامنت ازولن تيلي حطيفور
أغروم إرغان أدكبن إيمالالن
تيني نشرك تزبوب تميم
وبعد ذلك يقدم لهم كل ما يطلبون ، لكن التقديم بالنسبة للنساء لا يكفي لوحده بل يمتنعن عن الأكل إلا حينما يفتتح لهن العريس ذلك بواسطة تقديم وتفريق الخبز ، وفي ذلك يرددن :
كولح أورشتاح أرد أنيح أقا نبوسكري حنكر إيماون
وعند قيام العريس بتلبية طلبهن ، فإن الرجال بدورهم يمتنعون عن الأكل دون " الوثيقة " وهي عبارة عن إناء من فضة أو نحاس تجمع فيه المرافقات للعروسة من أهلها جواهرهن ويحمله أحد الشبان من أهل العروسة ليذهب به الى البيت الاخر حيث الرجال ، وهو إشارة الى حسن الضيافة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزبيب : عبارة عن مجموعة من المكونات كالثمر واللوز غير المقشر وبعض أنواع الحلويات تقدمه العروسة لمهنئيها في اليوم الثاني لليلة الدخلة
وحسن الإستقبال لأهل العروسة ، وبذلك يتناول الرجال وجبة الغداء وغالبا ما تتم حوالي الساعة الخامسة بعد الزوال .
بعد ذلك يدخل أحد أقرباء العريس الى غرفة العروسة ومعه طبق من العصيدة " تاكولا " تتوسطه حفرة كبيرة فيها زيت الزيتون أو السمن ، حيث يطلب منه تقديم 3 كريات من هذه العصيدة الساخنة واحدة تلو الأخرى واضعا إياها على ظهر يد العروسة وتحاول العروسة الإمساك بها قدر المستطاع لأنه حسب الإدعاء المزعوم كلما كان تحملها كبيرا كلما كان ذلك فأل خير على دوام العشرة بينها وبين زوجها (1). ثم بعد ذلك يقوم الشاب بتسليم كل الحاضرات جزء من هذه العصيدة .
هكذا يتم الإحتفال بالعرس في بيت زوجها حيث تخصص غرفة للفتيات والنساء وأخرى للرجال فتعلو صيحات هؤلاء وتسمع زغاريد النساء وهتافات الفتيات ويسود المنزل جو بهيج مشحون بالأهازيج والأفراح . بعد الإنتهاء من الرقص والغناء ينصرف الناس ، وتبقى إحدى قريبات العروس رفقة إحدى المساعدات " تاسوقيت " مع العروس في غرفتها ، وبدخول العريس الى الغرفة تخرج قريباتها ويقفل الباب ليفض بكارتها مكتشفا سر أنوثتها وبذلك تبدأ ليلة الدخلة .
ليلة الدخلة " إض أوسكشم "
هي ليلة مقدسة عند الإفرانيين ولايمكن أن تكون نتيجة تلك الليلة خاصة بالعروسين ولكن يجب أن تعلن النتيجة أمام الملأ ، وتلك مهمة المرافقة " تاسوقيت " (2) حيث أنه بمجرد خروج العريس من غرفته وتأكد المرافقة من النتيجة ترفع الزغاريد معلنة ذلك ، أما العريس فيحمل معه أنواح الروائح والعطور ليتجه الى أصدقائه وكل الحاضرين مرحبا بهم ، ليستمر الفرح الى أن تظهر علامات الصبح في اطار ما يصطلح عليه " أحواش " . (انظر الصورة رقم 30)
بعد ذلك وفي اليوم الموالي تتزين العروس بإلباسها " إزار أبيض " والجواهر الفضية ووضع الكحول "تازولت " (3) في عينيها والمسواك في فمها منتظرة وصول أهلها ، ومن العادات السائدة والشائعة في إفران " الزبيب " إذ تتكلف العروس بتقديم اللوز والثمر والحلوى لكل الفتيات والنساء المباركات لها ، أما العريس فبدوره يفعل نفس الشيئ مع الشبان والرجال ، وكثيرا ما يتسابق الشبان والشابات لأخد الزبيب معتقدين بالفأل الطيب والطالع الحسن لذلك ، وتعم الفرحة والسرور(انظر الصورة رقم 31) بيت العريس الى وقت متأخر من الليل لينصرف الجميع الى حال سبيلهم .
كراض واضان
يعني الإحتفال بثلاث ليالي بعد يوم الفرح في منزل أهل العروسة التي يقصدها اهل العريس ، وبعد إعداد الطعام في بيت عائلة العروس ، وهو طبق من الكسكس تحمله " تاسوقيت " من عائلة العروس الى بيت العريس لتعد به تاسوقيت نتمغرا من أهل العريس الى بيت العروس مصاحبة من أهل العريس والعروس دون العريس . وتحمل هذد العبدة كل شيئ مخطوف من بيت العريس أو العروس وهي عادة معروفة لذا الإفرانيين حيث أنه في هذه الليلة حينما يحل أهل العريس ببيت العروس يحاولون سرقة بعض الأشياء والعكس كذلك بالنسبة لأهل العروس ، ولما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) كتاب كشف خبايا وأسرار الجنوب مرجع سابق
2) رواية شفوية : الحاجة فاطمة ، 105 سنة ، دوار مسجد الجمعة
3) تازولت : مصطلح عربي مشتاق من فعل كحل والكحلة من مستلزمات الزينة الخاصة بالمرأة الإفرانية
يتمكنون من ذلك ينصرفون بالمسروقات دون إعلام أهل العريس بذلك ليتم إرجاع تلك الأشياء فيما بعد . وتنتهي الليلة بعودة الجميع ومعهم العروسة الى دار العريس ليقام بعد ذلك الحفل الليلي المعروف ب " إيلالان " فيغني الجميع ويرقص بعد الأكل والشراب ، وبعد مرور 15 يوما على الفرح يحيي الأهل " سموس دمراو" أي 15 يوما فيقوم أهل العريس بزيارة أهل العروسة لاختتام الإحتفالات التي استمرت 15 يوما .
وهكذا يبقى العرس كأهم صور الثراث الإفراني محافظ على بساطته ورمزيته رغم ما حل على الحياة الإجتماعية بالمنطقة .
الزبيب : عبارة عن مجموعة من المكونات كالثمر واللوز غير المقشر وبعض أنواع الحلويات تقدمه العروسة لمهنئيها في اليوم الثاني لليلة الدخلة
وحسن الإستقبال لأهل العروسة ، وبذلك يتناول الرجال وجبة الغداء وغالبا ما تتم حوالي الساعة الخامسة بعد الزوال .
بعد ذلك يدخل أحد أقرباء العريس الى غرفة العروسة ومعه طبق من العصيدة " تاكولا " تتوسطه حفرة كبيرة فيها زيت الزيتون أو السمن ، حيث يطلب منه تقديم 3 كريات من هذه العصيدة الساخنة واحدة تلو الأخرى واضعا إياها على ظهر يد العروسة وتحاول العروسة الإمساك بها قدر المستطاع لأنه حسب الإدعاء المزعوم كلما كان تحملها كبيرا كلما كان ذلك فأل خير على دوام العشرة بينها وبين زوجها (1). ثم بعد ذلك يقوم الشاب بتسليم كل الحاضرات جزء من هذه العصيدة .
هكذا يتم الإحتفال بالعرس في بيت زوجها حيث تخصص غرفة للفتيات والنساء وأخرى للرجال فتعلو صيحات هؤلاء وتسمع زغاريد النساء وهتافات الفتيات ويسود المنزل جو بهيج مشحون بالأهازيج والأفراح . بعد الإنتهاء من الرقص والغناء ينصرف الناس ، وتبقى إحدى قريبات العروس رفقة إحدى المساعدات " تاسوقيت " مع العروس في غرفتها ، وبدخول العريس الى الغرفة تخرج قريباتها ويقفل الباب ليفض بكارتها مكتشفا سر أنوثتها وبذلك تبدأ ليلة الدخلة .
ليلة الدخلة " إض أوسكشم "
هي ليلة مقدسة عند الإفرانيين ولايمكن أن تكون نتيجة تلك الليلة خاصة بالعروسين ولكن يجب أن تعلن النتيجة أمام الملأ ، وتلك مهمة المرافقة " تاسوقيت " (2) حيث أنه بمجرد خروج العريس من غرفته وتأكد المرافقة من النتيجة ترفع الزغاريد معلنة ذلك ، أما العريس فيحمل معه أنواح الروائح والعطور ليتجه الى أصدقائه وكل الحاضرين مرحبا بهم ، ليستمر الفرح الى أن تظهر علامات الصبح في اطار ما يصطلح عليه " أحواش " . (انظر الصورة رقم 30)
بعد ذلك وفي اليوم الموالي تتزين العروس بإلباسها " إزار أبيض " والجواهر الفضية ووضع الكحول "تازولت " (3) في عينيها والمسواك في فمها منتظرة وصول أهلها ، ومن العادات السائدة والشائعة في إفران " الزبيب " إذ تتكلف العروس بتقديم اللوز والثمر والحلوى لكل الفتيات والنساء المباركات لها ، أما العريس فبدوره يفعل نفس الشيئ مع الشبان والرجال ، وكثيرا ما يتسابق الشبان والشابات لأخد الزبيب معتقدين بالفأل الطيب والطالع الحسن لذلك ، وتعم الفرحة والسرور(انظر الصورة رقم 31) بيت العريس الى وقت متأخر من الليل لينصرف الجميع الى حال سبيلهم .
كراض واضان
يعني الإحتفال بثلاث ليالي بعد يوم الفرح في منزل أهل العروسة التي يقصدها اهل العريس ، وبعد إعداد الطعام في بيت عائلة العروس ، وهو طبق من الكسكس تحمله " تاسوقيت " من عائلة العروس الى بيت العريس لتعد به تاسوقيت نتمغرا من أهل العريس الى بيت العروس مصاحبة من أهل العريس والعروس دون العريس . وتحمل هذد العبدة كل شيئ مخطوف من بيت العريس أو العروس وهي عادة معروفة لذا الإفرانيين حيث أنه في هذه الليلة حينما يحل أهل العريس ببيت العروس يحاولون سرقة بعض الأشياء والعكس كذلك بالنسبة لأهل العروس ، ولما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) كتاب كشف خبايا وأسرار الجنوب مرجع سابق
2) رواية شفوية : الحاجة فاطمة ، 105 سنة ، دوار مسجد الجمعة
3) تازولت : مصطلح عربي مشتاق من فعل كحل والكحلة من مستلزمات الزينة الخاصة بالمرأة الإفرانية
يتمكنون من ذلك ينصرفون بالمسروقات دون إعلام أهل العريس بذلك ليتم إرجاع تلك الأشياء فيما بعد . وتنتهي الليلة بعودة الجميع ومعهم العروسة الى دار العريس ليقام بعد ذلك الحفل الليلي المعروف ب " إيلالان " فيغني الجميع ويرقص بعد الأكل والشراب ، وبعد مرور 15 يوما على الفرح يحيي الأهل " سموس دمراو" أي 15 يوما فيقوم أهل العريس بزيارة أهل العروسة لاختتام الإحتفالات التي استمرت 15 يوما .
وهكذا يبقى العرس كأهم صور الثراث الإفراني محافظ على بساطته ورمزيته رغم ما حل على الحياة الإجتماعية بالمنطقة .
المصدر
بحت لمحمد أمنون
0 التعليقات:
إرسال تعليق