آخر المواضيع
تحميل ...
الخميس، 25 يونيو 2020

أصل كلمة مسمرير:

10:25:00 ص

أصل كلمة مسمرير:

إن الصعوبة التي يواجهها الباحثين في مجال الطوپونوميا هي تعدد و تضارب الروايات الشفوية المنسوجة داخل الحس المشترك لسكان كل منطقة ، و من البديهي أن يكون لآمسمرير نصيب من هذه الروايات حول أصل كلمة ” مسمرير” ، فمن خلال إستنطاقنا للواقع تمكنا من الحصول على ثلاث روايات شفوية مختلفة وهي كالأتي:
الرواية الأولى : مفادها أن قافلة من الرحل القادمون من بلاد أيت سدرات جنوب المنطقة المسماة “مسمرير” قاصدين موسم سيدي احماد أولمغني ( الذي أصبح يعرف بموسم الخطوبة إبتداءًا من سنة 1965 ، وفي سنة 2000 أصبح يحمل إسمه الحالي موسم إميلشيل ) ولما وصلوا إلى هذه المنطقة (مسمرير) أرادوْا أن يأخذوا قسطاً من الراحة و إعداد الطعام فحا ولوْا إخراج أنية الطبخ الطينية التي تسمى محليا ” تاعنوت- ن- والوط ” من متاعهم فتكسرت و بقي فيها جانب أي ” إر” بالأمازيغية ، لم ينكسر فقال أحدهم للمكلف بإعداد الوجبة ” سْمْرْ ڭِّير ” ونظراً لآستمرار تكرار هذا المصطلح على مر الزمن تطور إلى أن أصبح مسمرير. ¬
– الرواية الثانية : هذه الرواية مختلفة عن الأولى فهي حسب المبحوث ( ل. ق ) تعود إلى عهد التطاحنات القبلية بين أيت عطا وجيرانهم أيت ياف لمان ، ففي كل ليلة يستعد فيها هؤلاء الجيران شن هجوم على قصور أيت عطا إلاّ ويجدونهم فوق أبراج كل قصر يترصّدون أي تحرك خارجي للتصدي له ، و كان أيت ياف لمان الذين يريدون تنفيد الهجوم يرددون فيما بينهم مصطلح ” نْسَا نْ أَََمْرورْ ” أي سهروْا في البرد القارس ، ومنه جاءت كلمة مسمرير.
– الرواية الثالثة : وتقول هذه الرواية التي هي أكثر شيوعا عن أصل تسمية المنطقة أنها لقبت بهذا الإسم ” التجاري بين القبائل asmrara” إنطلاقا من كونها مركز مخصص لعملية التبادل ” أسْمْرارا
المجاورة ( إحنصالن ، أيت مرغاد ، أيت حديدو ، أيت سدرات ، أيت عبدي ) وإلى حدود الآن لازال هو ملتقى هذه القبائل ، وكان هؤلاء يطلقون على هذه المنطقة ” مْ ـ أ ُسْمْرَار”َ أي مكان التبادل بالأمازيغية وهو تطور لفظي لكلمة مسمرير.
من خلال هذه الروايات الشفوية الثلاث يتبين أن هذه الأخيرة هي الأقرب إلى الواقع لكون المنطقة مكان يعقد فيها سوق أسبوعي منذ زمن بعيد كل يوم الجمعة قبل تحويله إلى يوم السبت في عهد الحماية الفرنسية التي دخلت إلى مسمرير في شهر مارس 1933م ، حيت قامت هذه الأخيرة ببناء جزء من سوره الحالي فوجود هذا السوق يؤكد أن مسمرير مكان تبادل السلع ( المقايضة ) بين القبائل السالفة الذكر وملتقاها الأسبوعي .